الإفراط في الاستجابة الشعورية السلبية
الإفراط في الاستجابة الشعورية السلبية
إن الفكرة التي تفترض أن المشاعر السلبية قد تكون نافعة من الممكن أن تبدو مستهجنة في نظر أولئك الذين يعانونها، إذ يُعد القلق جزءًا طبيعيًّا من الحياة، ولكنه قد يتحول إلى اضطراب مرضي نتيجة التعرض لحدث صادم أو لأسباب وراثية، ويتخذ أشكالًا عدة كرُهاب الخلاء Agoraphobia، واضطراب ما بعد الصدمة Posttraumatic Stress Disorder، واضطراب القلق العام Generalized anxiety disorder، وتشمل تلك الاضطرابات أعراضًا كنوبات الفزع، وخفقان القلب، وصعوبة التنفس، وكثرة التعرق، وتوتر العضلات، والشعور المستمر بالخطر الوشيك، مما يؤثر سلبًا في العمل والعلاقات وجوانب الحياة الأخرى.
وقد تتطور الحالة المزاجية السيئة إلى اكتئاب سريري يؤثر في التفكير والسلوك ويؤدي إلى مشكلات عاطفية وجسدية، ويُعد الاضطراب الثنائي القُطْب أحد أنواع الاكتئاب الموروثة، التي تشمل نوبات من الهَوَس والاكتئاب تستمر لأسابيع وشهور ثم تختفي، وفي الحالات المتقدمة تنتاب المريض هلوسة سمعية وبصرية قد تدفعه إلى الانتحار.
تنشأ تلك الاضطرابات وغيرها استجابةً وقائيةً مفرطةً بعد التعرض لضغوط نفسية، فالبدانة قد تنتج كوسيلة للتنفيس عن الغضب، كما أن الاعتداء الجنسي في الصغر يزيد من خطر الإصابة بالبدانة كحماية للنفس من تكرار الأذى، واضطراب فقدان الشهية قد يحدث بسبب الخوف من عدم القبول الاجتماعي، إذ إن جميع البشر يريدون الانتماء إلى قبيلة أو مجموعة لتمرير جيناتهم، ومنعهم من ذلك يؤدي إلى تدمير الذات في كثير من الحالات.
إن الإفراط في المشاعر عادة ما يؤدي إلى نتائج سلبية، إذ إن التحسر والندم على الفائت تضييع وقت وبلا طائل، ولا أحد يُنكر أهمية الشعور بالذنب وأثره في السلوك الأخلاقي، ولكن المبالغة في هذا الشعور تجنح بالمرء إلى التأنيب المرضي للذات والسخط الدائم عليها، فالمشاعر قد تتحول من استجابات طبيعية للمواقف الاجتماعية إلى اضطرابات نفسية خطيرة إذا لم يُسيطر عليها، وعلى الرغم من صعوبة التعامل معها وتشخيصها فإن العلاج يساعد معظم الناس على التعامل مع أعراضهم والتعافي منها.
الفكرة من كتاب أسباب وجيهة للمشاعر السيئة: أحدث الأفكار في مجال الطب النفسي التطوري.
هل سبق أن انتابتك مشاعر سلبية كالغضب أو الحزن أو القلق ولم تجد حلًّا للتخلص منها؟ هل تساءلت يومًا لماذا تشعر بالغيرة والفقد والخوف؟ ولماذا لا يزال الجنس البشري يتعامل مع كثير من الاضطرابات النفسية والبدنية على الرغم من تطور العلم والتكنولوجيا؟
ولأننا جميعًا نبحث عن إجابات لمثل هذه التساؤلات، جاء إلينا هذا الكتاب ليوضح ماهية المشاعر السلبية وكيف يمكن أن تضم في طياتها منافع، ويوضح الأسباب التي جعلت الانتخاب الطبيعي يترك البشر عرضة للإصابة بالمرض، مما يساعد على معرفة السبب الجذري للاضطرابات النفسية والعقلية ويجعل العلاج أكثر فاعلية.
مؤلف كتاب أسباب وجيهة للمشاعر السيئة: أحدث الأفكار في مجال الطب النفسي التطوري.
راندولف إم نيس: طبيب وعالم ومؤلف أمريكي، وأحد أهم المشاركين في تأسيس مجال الطب التطوري، وزميل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، كما عمل أستاذًا للطب النفسي في جامعة ميشيجان، ومدير مركز التطور والطب في جامعة أريزونا.
أهم مؤلفاته:
Why we get sick: The new science of Darwinian medicine.
Evolution and Healing.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مترجم مصري تخرج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عام 1999م، وتعاون مع مؤسسات عربية مرموقة في ترجمة ومراجعة عشرات الكتب في مجالات مختلفة، ومن أبرزها:
العادات الذرية: منهج سهل لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة.
بهجة الحياة البسيطة: دليلك إلى التخلص من الفوضى، وإلى التنظيم والبساطة.
التطور: مقدمة قصيرة جدًّا.