الإعلام وتأثيره في صورة الجسد

يقصد بالإعلام هنا الأغاني المصوَّرة (الفيديو كليب)، والأفلام والمسلسلات، والإعلانات وبرامج تلفزيون الواقع، فقد وجدت الدراسات أن هناك علاقة ارتباطية بين معدل الوقت الذي يقضيه المراهقون في مشاهدة الأفلام وبرامج التلفزيون ومقاطع الفيديو كليب وحالة عدم الرضا عن صورة الجسد والرغبة في النحافة، فالأغاني المصورة تنقسم فيها المرأة إلى ثلاثة أنواع: “المرأة الموديل” التي تمثِّل دور المحبوبة ويُغني لها المطرب، و”المرأة المطربة” التي تقوم بأداء الأغنية بنفسها، و”المرأة المشاركة” التي تكون في الفيديو ولا يتم التركيز عليها، ويلاحظ في معظم هذه الأغاني ظهورهن بملابس غربية وعصرية تقوم باستبدالها أكثر من مرَّة، وتكون المرأة فيها بين سن العشرين والخامسة والعشرين وتُجسِّد الصورة النمطية للمرأة كجسد نحيف جميل وجذَّاب.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وفيما يتعلَّق بالإعلانات التجارية، فإن المنتج التجاري أصبح يعتمد على الترغيب والإثارة والمبالغة، واستخدمت المرأة كعنصر لتحقيق الإثارة في الإعلانات عن طريق إبراز مفاتن جسدها، إلى جانب الإيحاءات الجنسية كوسيلة للترويج للمنتج! ومن هنا صدَّرت الإعلانات صورة المرأة الموديل التي تتمتَّع بالإثارة والإغراء، وهي صورة مزيفة وغير حقيقية.

أما عن برامج تلفزيون الواقع، فإن سبب انتشارها راجع إلى أن المشاهد تسرَّب إليه الملل من تكرار عروض الدراما، فوجد في برامج الواقع ما يشبع احتياجاته، إذ أضفت هذه البرامج طابعًا دراميًّا على الواقع، لكن عبر وسيط وهو التلفزيون، ومن تلك البرامج (استار أكاديمي وعرب أيدول) وغيرهما الكثير، إن تلك البرامج تشكِّل خطرًا على القيم والمعايير الأخلاقية في العالم العربي، وفيما يخصُّ تأثير برامج تلفزيون الواقع في صورة الجسد، فإنها اتخذت من النحافة معيارًا للجمال الأنثوي والجاذبية الجنسية، فكان انتشارها سببًا رئيسًا في تغيير مفهوم الجمال الأنثوي في الوطن العربي عما كان معروفًا قديمًا بأن المرأة الممتلئة هي نموذج للجمال الأنثوي، كما تشير الدراسات أنه إلى جانب تأثير هذه البرامج في السلوك واللغة والهوية، فإنها كانت سببًا في انتشار عمليات التجميل ونحت الجسم في العالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام.

تبيِّن الكاتبة في هذا الكتاب تأثير صورة الجسد المثالية، التي يروِّج لها الإعلام التقليدي كالتلفزيون والإعلام الحديث كمواقع التواصل الاجتماعي، على المراهقين وخصوصًا الإناث، وكيف أن هذه الصورة المثالية للجسد أصبحت سببًا في شيوع اضطرابات الأكل، واتباع أنظمة غذائية قاسية، إلى جانب عدم الرضا وكره الجسد.

آية يحيى محمد: حاصلة على بكالوريوس الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وحصلت على درجة الماجستير في الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام جامعة القاهرة، تشغل منصب مدرس مساعد بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق.