الإعلام والرأي العام
الإعلام والرأي العام
الحزب السياسي هو مجموعة منظمة من الأفراد متفقة في مبادئها ومصالحها ولديها برنامج، وتسعى للوصول إلى السلطة، من خلال كيان سياسي معترف به قانونيًّا، ويمثل الحزب مصعدًا إلى السلطة، فمن لم يكتفِ بالتصويت في الانتخابات، ويريد أن يرقي رتبته في المشاركة السياسية يستطيع أن ينضم إلى حزب يكون طريقه إلى تولي المناصب السياسية المتدرِّجة، كذلك من مهام الأحزاب التنشئة السياسية والعمل على التكامل بين أقاليم الدولة المختلفة، عبر تقديم برامج ورؤى عابرة للأعراق والطوائف المختلفة داخل الدولة.
تندرج مجموعات المصالح ومنظمات المجتمع المدني تحت مسمى الفواعل غير الرسمية، الأولى هي مجموعات ضغط تحاول أن تؤثر في سياسات الدولة بما يتماشى مع مصالحها، أما منظمات المجتمع المدني فهي كيانات تسعى باستخدام أدوات مختلفة إلى تحقيق مصالح خاصة أو عامة بعيدًا عن المنافسة على السلطة أو تحقيق أرباح اقتصادية.
ولا يقتصر فهم النظام السياسي على فهم المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية، فهناك عالم القيم والأفكار، أبرزها الثقافة السياسية التي هي في جوهرها ثقافة المواطنة مختلطة مع مكونات ثقافية أخرى كالثقافة الدينية والقبلية والعالمية، والإعلام الذي يُعد الأداة الأبرز في يد الدولة في تشكيل عقل المواطن عن طريق تركيب القيم على الأشياء، كوصف من ينادي بأفكار تختلف عما تتبناه الدولة بأنه يمثل تهديدًا، ومن ثمَّ يسوغ الإعلام استخدام العنف والقوة ضد هذا التهديد، كما أنه يأخذك بعيدًا عن الواقع أحيانًا، فكثيرًا ما يأخذك لتنشغل بقضايا هامشية مبتعدًا بك عن قضايا كبرى أهم.
أما الرأي العام فهو المواقف الجماعية وشبه الجماعية من قضية ما، التي يمكن رصدها وقياسها، ليقيم العقل الجمعي حول قضايا السلطة وعلاقتها بالمجتمع، وهو ما يفيد صانع القرار لمعرفة التوجهات الشعبية نحو قضية قبل أن يتخذ موقفًا معينًا، ليماشيها ويحترمها، أو يراوغها ويزيِّفها، أو ربما يقمعها!
الفكرة من كتاب العلوم السياسية.. مقدمة أساسية
يقدم هذا الكتاب قراءة ناقدة متأملة -وأحيانًا ساخرة- لأهم قضايا العلوم السياسية بدءًا من الحديث عن تاريخ الفكر السياسي، ثم الدولة، وإبراز مكونات النظام السياسي الرسمية وغير الرسمية المتمثلة في السلطات العامة وأنماط الأنظمة السياسية، والأحزاب السياسية وجماعات الضغط ومؤسسات المجتمع المدني، وصولًا إلى الجوانب غير المادية في عالم كالثقافة السياسية والإعلام والرأي العام، والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية.
مؤلف كتاب العلوم السياسية.. مقدمة أساسية
مشاري حمد الرويح: كاتب، وأكاديمي كويتي يعمل أستاذًا مساعدًا في العلاقات الدولية بجامعة قطر، حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة فلوريدا الدولية بالولايات المتحدة، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة دورهام البريطانية.
صدر له من الكتب باللغة العربية: “مسارات السالكين في السياسة الدولية: حول الاستجابة الفكرية والوجدانية لمؤثرات البيئة الدولية”، و”العلوم السياسية: مقدمة أساسية”، وباللغة الإنجليزية States do not go to Heaven: Towards a Theory of Islamic agency in International Relations، وله عدة أوراق بحثية محكمة في دوريات عربية وغربية.