الإعلام في الإسلام
الإعلام في الإسلام
كان الإعلام في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ركيزة أساسية من ركائز الدعوة إلى الله، فبدأ بالدعوة الفردية الشخصية وأسلم من خلالها السيدة خديجة وسيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا أبو بكر الصديق، وانتقل بعدها إلى الدعوة السرية حتى أمره الله بالدعوة الجهرية لقومه، فارتقى في دعوته وأعلنها بين أربعين شخصًا من عشيرته وأهله من مرتفع، واستمرت الدعوة السرية أيضًا تحسبًا لأي خطر، وكان أصحاب رسول الله وأهله يدعون من حولهم إلى دين الله، وكذلك في مواسم الحج ومعهم النبي (صلى الله عليه وسلم) فكان منهم من يصدقون ويؤمنون بدين الله ومنهم من يكذبون، وخصوصًا أن هناك من قوم رسول الله من لم يؤمنوا بالله وكانوا يحذرون الحجاج ويقولون لهم “لا تصدقوه فإنه كذاب”، بالرغم من أنهم لا يعلمون عنه غير الصدق والأمانة.
وحين تقابلت الدعوتان، الدعوة إلى الله والدعوة إلى غيره بالكفر، انتصر فيها المؤمنون لصدقهم وثبات عزيمتهم، فقد صبروا على الأذى في سبيل الله بل وقتلوا وعُذبوا وأنفقوا أموالهم في سبيل الله،كل ذلك كان له دور كبير في تفكر المشركين حول عبادتهم للأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وتساؤلهم أي دعوة تلك التي يتلقون لأجلها كل تلك الأهوال، ولولا كِبرهم وإنكارهم لدين الله لكانوا آمنوا، وهم يعلمون مدى صدق وعظمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو رجل من قومهم، وقال الله عز وجل عنهم “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا”.
وعلى مر التاريخ كان الإعلام الشغل الشاغل لأعداء الإسلام، لأنه من الوظائف والركائز المهمة في النشر والتحكم في توجيهات المجتمع الفكرية والدينية والأخلاقية، ولأنه من الصعب تفادي أضرار الإعلام أو إصلاحها بسهولة، فقد صنعوا آليات تدافع عنهم وتسقط على الإسلام اتهامات وتشكيكًا ممنهجًا من خلال الإعلام، فهي حرب لن تخمد بسهولة، فقد أُقيمت على إثرها مؤسسات إعلامية مُتمكنة من وظيفتها بدعم من كل الجهات المعادية للإسلام من الصليبية والشيوعية واليهودية وغيرها من أعداء الدين الإسلامي.
الفكرة من كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
إن عقل الطفل وعاء فارغ يحتاج إلى التعبئة، وكما يُقال دائمًا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن أكثر العوامل المؤثرة في بناء الطفل عقليًّا ونفسيًّا وعقديًّا ما يُصدر له من تأثير إعلامي وثقافي، والطفل مكون أساسي في الأسرة، وشاشات التليفزيون هي أولى مصادر الإعلام التي تمسك بزمام المجتمع من حيث الثقافة والدين والأخلاق وأهمها، لكن ما ظهر لنا من خلال الإعلام ما هو إلا خطة شنيعة مُمنهجة لهدم الأخلاق والنفس السوية داخل المجتمعات وخصوصًا المجتمع الإسلامي ومحاولة تشويه حضارته، وهذا كله يجعلنا نجمع على أن الدعاة الإسلاميين والإعلاميين لهم دور كبير في التوعية والرد على تلك التشويهات والمفاسد، والعمل على إصلاح أسس المجتمع التربوية والثقافية، كل هذا سيُعرض في الكتاب من خلال الإجابة عن: ما الإعلام؟ وما أنواعه؟ وما دور الدعاة والإعلام الإسلامي تجاه المجتمع والأسرة؟
مؤلف كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
مروان كُجُك: هو داعية وأديب وشاعر، ومن الدعاة المعروفين في بلدة تلكلخ في سوريا، وله أثر واضح في تربية أجيال الشباب في بلدته وله جهود طيبة في نشر الدعوة في القرى المجاورة لها، تخرج في جامعة دمشق وعمل متخصصًا في اللغة العربية، خرج من سوريا واستقر في مصر لفترة طويلة، وعمل في مجال الطباعة والنشر، وكان يرسل القصائد التي تتحدث عن الواقع الأليم إلى مجلة البيان.
وله مجموعة كبيرة من المقالات التي نشرت في عدة مجلات إسلامية وثقافية بالإضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية، وله عدة مؤلفات منها:
رسالة مفتوحة إلى اليهود.
أهوال القيامة.
كيف تصبح شاعرًا.
الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون.
حكمة الابتلاء.
أحكام عصاة المؤمنين (جمع وتقديم).
ديوان بوارق الفجر