الإعلام التليفزيوني
الإعلام التليفزيوني
التليفزيون هو أقدر وسيلة إعلامية للتأثير، فهي تجمع بين خاصيتي الصورة والصوت، ومن ثم يسيطر على أهم حاستين عند الإنسان، ويتصل بأفكار الإنسان ويؤثر في عاطفته، وأشارت بعض الأبحاث إلى أن للتليفزيون تأثيرًا يتفوق على كل الوسائل الأخرى، فقد خرب علاقات أفراد الأسرة وحل محلها، كما أنك لو تأملت عروضه جميعها ستجدها تبرز كل الأمور الفرعية دون مبررات واضحة أو مفهومة، وتجد بين أهدافه تناقضًا واضحًا لا يُفهم، فتارةً يعرض برنامجًا دينيًّا بهدف الدعوة إلى الأخلاق الطيبة، ويعقبه ببرنامج آخر عن الرقص وفائدته للنفس والجسد، أي تناقض يطرحه هذا الجهاز!
الهدف التأثيري الأول عند التليفزيون ليس تعديل سلوك الأفراد أو التأثير الإيجابي فيهم بل على النقيض تمامًا فهو يستهدف غسيل المخ لمشاهديه، وأسلوب التليفزيون أسلوب يقصد به نزع أفكار وعقيدة، واستبدال الزيف والخداع بالحقيقة، كما أنه يضع الفرد تحت ضغط التنويم المغناطيسي ويحول بينه وبين فكرة نقد المعروض عليه، فهو يستخدم أسلوب الارتباك الذي طوره الدكتور ملتون أريكسون أحد رواد التنويم المغناطيسي، فهو قائم على إعطاء الشخص أشياء كثيرة دفعةً واحدة ليتعامل معها حتى يصل إلى الحد الذي لا يمنحه فرصة لعمل شيء، ويرتكز على تشتيت الانتباه، مما يسهل عليه نزع الأفكار واستبدالها وغسيل المخ.
كما أن للتليفزيون يدًا من حديد تسيطر على العقل والفكر، فقد وصفه جيري ماندر في عهد هتلر وقال “إن أحد التفسيرات التي سمعتها لظاهرة هتلر، تفيد بأن الأحوال الاجتماعية والاقتصادية الفوضوية التي سادت ألمانيا في الفترة التي تلت فايمر، فقام هتلر بمخاطبة الشعب بصوت رتيب ضخّمته الميكروفونات وأجهزة الراديو، وأحيانًا نشاطات وسباقات كانت تجري تحت أضواء ساطعة من أبراج عالية، لقد صار ذلك نوعًا من الخلاص من الفوضى على مستوى الأمة وظهر طريق بيّن من الوضوح خلال الفوضى، وهو إعادة تجميع من وسط التشتت”، فهو يستخدم أسلوب الشاشة الواحدة من عدة متتابعات تظهر لنا أنها مختلفة لكنها ليست كذلك.
الفكرة من كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
إن عقل الطفل وعاء فارغ يحتاج إلى التعبئة، وكما يُقال دائمًا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن أكثر العوامل المؤثرة في بناء الطفل عقليًّا ونفسيًّا وعقديًّا ما يُصدر له من تأثير إعلامي وثقافي، والطفل مكون أساسي في الأسرة، وشاشات التليفزيون هي أولى مصادر الإعلام التي تمسك بزمام المجتمع من حيث الثقافة والدين والأخلاق وأهمها، لكن ما ظهر لنا من خلال الإعلام ما هو إلا خطة شنيعة مُمنهجة لهدم الأخلاق والنفس السوية داخل المجتمعات وخصوصًا المجتمع الإسلامي ومحاولة تشويه حضارته، وهذا كله يجعلنا نجمع على أن الدعاة الإسلاميين والإعلاميين لهم دور كبير في التوعية والرد على تلك التشويهات والمفاسد، والعمل على إصلاح أسس المجتمع التربوية والثقافية، كل هذا سيُعرض في الكتاب من خلال الإجابة عن: ما الإعلام؟ وما أنواعه؟ وما دور الدعاة والإعلام الإسلامي تجاه المجتمع والأسرة؟
مؤلف كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
مروان كُجُك: هو داعية وأديب وشاعر، ومن الدعاة المعروفين في بلدة تلكلخ في سوريا، وله أثر واضح في تربية أجيال الشباب في بلدته وله جهود طيبة في نشر الدعوة في القرى المجاورة لها، تخرج في جامعة دمشق وعمل متخصصًا في اللغة العربية، خرج من سوريا واستقر في مصر لفترة طويلة، وعمل في مجال الطباعة والنشر، وكان يرسل القصائد التي تتحدث عن الواقع الأليم إلى مجلة البيان.
وله مجموعة كبيرة من المقالات التي نشرت في عدة مجلات إسلامية وثقافية بالإضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية، وله عدة مؤلفات منها:
رسالة مفتوحة إلى اليهود.
أهوال القيامة.
كيف تصبح شاعرًا.
الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون.
حكمة الابتلاء.
أحكام عصاة المؤمنين (جمع وتقديم).
ديوان بوارق الفجر