الإعلام البديل والظاهرة الإرهابية
الإعلام البديل والظاهرة الإرهابية
بين الإعلام والظاهرة الإرهابية علاقة معقدة تحتاج إلى فهم عميق قبل مواجهتها، فغالبًا ما تستغل الجماعات الإرهابية والحركات المتطرفة الإعلامَ البديل في خدمة مصالحها، كأن تمرر من خلاله رسائلها وتهديداتها وتنشر الدعاية لأهدافها، وفي محاولتنا لفهم هذه العلاقة النفعية بين الإرهاب والإعلام نجد أن الإعلام لديه فرصة سانحة لمكافحة الإرهاب والحد من النطاق الذي تنتشر عبره الجماعات الإرهابية إعلاميًّا، سواء كان إعلامًا تقليديًّا أم إعلامًا بديلًا ما دام يتسم بالمهنية والمعايير الأخلاقية، وتحتم المسؤولية الأخلاقية والمهنية على الإعلام أن يسهم في بث رسائل توعية للجماهير تقاوم تأثيرات النشاط الإعلامي للحركات الإرهابية.
وهذه المقاومة تحتاج إلى الإعلاميين من ذوي الخبرات المهنية ليتمكنوا من عرض المعلومات التي تخص الظواهر الإرهابية بطريقة لا تؤثر سلبًا في الاستقرار المجتمعي، فلا تشيع تلك المعلومات حالة من الذعر بين الجماهير بطريقة تخدم مساعي الحركات الإرهابية وتساعدها في الوصول إلى أهدافها. وفي هذا التوجه يقترح خبراء علم النفس والاجتماع تزويد وسائل الإعلام والعاملين بها بالوسائل والخبرات اللازمة لتحليل المعلومات المتعلقة بالظاهرة الإرهابية، وتدريبهم على كيفية عرضها بطريقة تمنع من استغلال التغطية الإعلامية لصالح الجماعات الإرهابية، ومن أهم تلك الوسائل أن يكون التعامل مع الخبر الإرهابي بموضوعية قدر الإمكان، وأن يُختار الوقت الملائم لنشره، وأن تجتهد وسائل الإعلام في تعريف المواطنين بأهمية التعاون بين الإعلام والمجتمع في مواجهة الإرهاب.
الفكرة من كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
هل يمكن أن يؤدي انتشار ما يعرف بالإعلام البديل أو إعلام المواطن والشبكات إلى اختفاء مهنة الصحافة التقليدية، أم إن عصر التقارب والاندماج | Convergence الذي نعيش فيه هو الذي يفرض على الإعلام التقليدي أن يتعاون مع الإعلام البديل، للحفاظ على قاعدة جمهوره واستغلال المزايا التي تضيفها التكنولوجيا المتطورة إلى مجال الإعلام؟ فبرغم الاتهامات التي تطال الإعلام البديل بأن من الصعب التمييز بين الكذب والحقيقة من أخباره ومعلوماته، يوجد دفاع لا يمكن الاستهانة به عن دور الإعلام البديل بمساعدة الإنترنت في رفع الوعي والمساعدة في كشف التزييف، وتوفير مساحة واسعة للتعبير والاحتجاج، وهذا ما يحاول المؤلف توضيحه في هذا الكتاب من خلال إنزال الإعلام البديل منزلته الحقيقية دون تقديس أو إجحاف.
مؤلف كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
د. خالد محمد غازي: كاتب وصحفي مصري، حاصل على الدكتوراه في مجال الإعلام، يعمل رئيسًا لتحرير وكالة الصحافة العربية، وجريدة صوت البلد الأسبوعية المستقلة، نال جائزة الدولة للإبداع عام 1996، ومن مؤلفاته المنشورة في مجال الإعلام:
الإعلام الناعم.. كيف يمكن تشكيل العقول؟
صحافة الخط الساخن: أطر قديمة وأخرى مستحدثة.
الصحافة الإلكترونية العربية.. الالتزام والانفلات في الخطاب والطرح.
ولديه عديد من المؤلفات في مجال الدراسات الأدبية والفكرية، منها:
الطيب صالح.. سيرة وشهادات من محطات العمر.
مي زيادة.. سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر.