الإعلام البديل
الإعلام البديل
كان التطور التكنولوجي الذي شهده عالمنا المعاصر سببًا في انقسام الإعلام نوعين، إعلامًا تقليديًّا يضم الصحف والإذاعة والتلفزيون، وإعلامًا جديدًا يعتمد على شبكة الإنترنت ويُطلق عليه الإعلام التفاعلي أو الشبكي أو الإعلام البديل، وهناك فرق آخر بين الإعلام التقليدي والبديل، وهو فرق لا يعتمد على الوسيلة المستخدمة وإنما على نوعية المادة المقدمة، فالإعلام البديل يقدم معلومات بديلة أو مكملة لما هو سائد في وسائل الإعلام الأخرى الممولة من المنظمات أو القطاعات الخاصة أو الجهات الحكومية، ومن أنواع الإعلام الجديد ما هو قائم على شبكة الإنترنت فقط والأجهزة التي تتيح استخدامها، ومنها ما نتج عن تطوير وسائل الإعلام التقليدية لنفسها من خلال دمج مزايا الإنترنت التفاعلية والرقمية، كاستجابة لرغبات الجماهير.
وهذا الإعلام البديل له خصائص عديدة لم تكن موجودة في الإعلام التقليدي، مثل الآنيّة، أي ظهور المعلومة نفسها بالتزامن مع أكثر من مصدر في الوقت نفسه وأحيانًا بصورة متضاربة، بالإضافة إلى التفاعل والمشاركة من قبل الجماهير في صناعة الإعلام، فلا تكون العملية الإعلامية أحادية الجانب كما هي في حالة الإعلام التقليدي، فلم يعد الفرد متلقيًا بل أصبح مشاركًا في عملية تكوين الرأي العام، ويفضل الباحثون في مجال الإعلام استخدام مصطلح الإعلام البديل وليس الجديد، فكلمة البديل تشير إلى علاقته بالجماهير التي اتجهت إليه بديلًا من الوسائل التقليدية المهيمنة التي لا تلبي حاجاتها المعرفية
وبهذا المعنى فالإعلام البديل ليس مستحدثًا وإنما له جذور في التجربة الإنسانية فهو كل ما يصدر بديلًا من الإعلام المسيطر الذي لا يعبر عن الجماهير بشكل كافٍ، ويأتي ربط الإعلام البديل بالتطور التكنولوجي والإنترنت انطلاقًا من معنى آخر غير الاستحداث وهو استخدامه وسيطًا لما يوفره من مزايا تخدم الإعلام البديل
الفكرة من كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
هل يمكن أن يؤدي انتشار ما يعرف بالإعلام البديل أو إعلام المواطن والشبكات إلى اختفاء مهنة الصحافة التقليدية، أم إن عصر التقارب والاندماج | Convergence الذي نعيش فيه هو الذي يفرض على الإعلام التقليدي أن يتعاون مع الإعلام البديل، للحفاظ على قاعدة جمهوره واستغلال المزايا التي تضيفها التكنولوجيا المتطورة إلى مجال الإعلام؟ فبرغم الاتهامات التي تطال الإعلام البديل بأن من الصعب التمييز بين الكذب والحقيقة من أخباره ومعلوماته، يوجد دفاع لا يمكن الاستهانة به عن دور الإعلام البديل بمساعدة الإنترنت في رفع الوعي والمساعدة في كشف التزييف، وتوفير مساحة واسعة للتعبير والاحتجاج، وهذا ما يحاول المؤلف توضيحه في هذا الكتاب من خلال إنزال الإعلام البديل منزلته الحقيقية دون تقديس أو إجحاف.
مؤلف كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
د. خالد محمد غازي: كاتب وصحفي مصري، حاصل على الدكتوراه في مجال الإعلام، يعمل رئيسًا لتحرير وكالة الصحافة العربية، وجريدة صوت البلد الأسبوعية المستقلة، نال جائزة الدولة للإبداع عام 1996، ومن مؤلفاته المنشورة في مجال الإعلام:
الإعلام الناعم.. كيف يمكن تشكيل العقول؟
صحافة الخط الساخن: أطر قديمة وأخرى مستحدثة.
الصحافة الإلكترونية العربية.. الالتزام والانفلات في الخطاب والطرح.
ولديه عديد من المؤلفات في مجال الدراسات الأدبية والفكرية، منها:
الطيب صالح.. سيرة وشهادات من محطات العمر.
مي زيادة.. سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر.