الإعفاء
الإعفاء
في حديثه عن عمله العام، يكرِّر الكاتب تأكيده لأهمية الدعم الذي تلقَّاه من قيادة الدولة وأمرائها بكثرة، وعن كون هذا الدعم جزءًا أساسيًّا من كل النجاحات التي استطاع الوصول إليها في كل المؤسسات التي أدارها، إلا إنه وبعد ثلاثة أشهر من القسم في وزارة الصحة بدأت بوادر الأزمة مع الملك، حينها شعر غازي القصيبي بأنه لم يعد لديه نفس الدعم من الملك أمام الضغط العام ففضل الرحيل عن التحوُّل على ما أسماه “شبح وزير”.
كانت نذر الخطر التي أشعرت الكاتب باقتراب رحيله من الوزارة هي: تركيز الإعلام المبالغ فيه، والمقارنات، والشعبية.
حيث كثرت الشائعات عن مذابح إدارية يقيمها الوزير الجديد للعاملين بالمجال الطبي، وكثرت المقارنات بينه وبين الوزراء الآخرين، وبالطبع بنت هذه المبالغات الإعلامية شعبية واسعة للكاتب، ولكن هذه الشعبية كانت سلاحًا ذا حدين، فمع زيادة الشعبية يتزايد الأعداء.
بعد عام ونصف من الوزارة رفض الملك بعض الإجراءات التي رآها الوزير ضرورية فحاول الوزير الاعتذار عن الاستمرار في منصبه، إلا أن الملك نصحه بالصبر، وعندها نشر غازي القصيبي الوزير قصيدة بعنوان “رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة”، وقد كانت بمنزلة مخالفة لقواعد السياسة والاجتماع والإدارة عن أخذ الخلاف إلى العلن، مما اضطرَّ الملك إلى إعفاء الوزير من الوزارة عام 1984م/1404ﻫ.
الفكرة من كتاب حياة في الإدارة
كما يصفه الكاتب فإن “حياة في الإدارة” هو سيرة إدارية وليس بسيرة ذاتية، فعلى عكس السير الذاتية التقليدية لا يتحدَّث الكاتب هنا عن ميلاده ووالديه وأبنائه سوى باقتضاب، وإنما يستفيض في الحديث عما تعلَّمه من تجاربه المختلفة كإداري، وعن رؤيته الشخصية لمفهوم الإدارة، ويترك نصائحه للإداريين الناشئين خلال الكتاب.
في هذا الإطار، يبدأ الكاتب حديثه عن بداية تلمُّس الطفل لتأثير الإدارة بمجرد أن يدرك أن حياته ككائن تعتمد كليًّا على قرارات يتخذها الآخرون، ثم يكتمل تصوره عنها حينما يبدأ رحلته الدراسية في المدرسة، عندها يلاحظ الطفل من خلال مدرِّسيه ومديريه الشخصيات والمشكلات الإدارية المختلفة، وتبقى معه هذه الملاحظات إلى ما بعد حياته الدراسية وخلال حياته العملية.
وبعد ذلك يروي غازي القصيبي تجاربه مع البيروقراطية كطالب جامعي ومع التكنوقراطية كوزير، ويتحدَّث كذلك عما أسماه أسلوبه الهجومي في الإدارة خلال فترات عمادته للكلية وإدارته للسكة الحديد، وخلال توليه وزارتي الصناعة والكهرباء والصحة، ثم ينهي كتابه بالحديث عن تجربته كسفير للمملكة العربية السعودية في البحرين، وفي المملكة المتحدة.
مؤلف كتاب حياة في الإدارة
كان عميدًا لكلية التجارة بجامعة الملك سعود، ورئيسًا لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة، ثم سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل، وتُوفِّي في عام 2010.
من مؤلفاته: رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة”، وكتاب “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟”، أما أعماله الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة”، وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.
من مؤلفاته: رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة”، وكتاب “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟”، أما أعماله الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة”، وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.