الإعاقات الفكرية بين الوراثة والبيئة

يغلب المجهول من أسباب الإعاقات الفكرية على المعروف منها الذي يمثل نحو 25% فقط من إجمالي الأسباب، وتتمثل تلك الأسباب في أسباب وراثية وأسباب بيئية، فالأسباب الوراثية قد تنقل عن طريق الجينات والصبغيات صفات وراثية مختلة، تؤثر في خلايا الدماغ العصبية وتسبب إعاقة فكرية، ويتمثل هذا الخلل في زيادة كروموسوم أو غياب جزء منه أو غيابه كليًّا، وتبادل بين أجزائه تنتج عنه متلازمات مثل: متلازمة داون وتِيرْنِر وكْلَايِنْفِلْتِر و”ثلاثي ه‍ | E Trisomy” و”ثلاثي د | D Trisomy”، وقد يكون الخلل على هيئة شذوذ في الجينات تنتج عنه مشكلات مثل “الجلاكتوسيميا | Galactosemia”، و”الفينيل كيتون يوريا | Phenyl keton urea”، و”مرض تاي ساك | Tay_sach’s”، واضطرابات الغدد الصماء، والتشوهات الخَلْقية الدماغية، و”العامل الرايزيسي | Rhesus Factor”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

تنتقل هذه الأسباب الوراثية عادةً في لحظة التلقيح من الآباء إلى الأبناء، وعليه فإن إصابة أحد الوالدين تكفي لاحتمالية إصابة مولودهما بنسبة كبيرة، ويتوقف هذا على نوع الصفة الموروثة، فمثلًا
إذا كانت صفة سائدة، تظهر على الآباء والأجيال بنسبة 3 : 1 حسب قانون مِندل للوراثة.

أما إذا كانت صفة متنحية فقد لا تظهر على الآباء ولكنها تظهر على الأبناء في حالة تعزيزها بوجود متنحٍّ آخر، وهذا ما يفسر ظهور الإعاقات الفكرية في 20 : 40% من حالات زواج الأقارب. وافترضت بعض النظريات توارث الإعاقات الفكرية عبر الأجيال عن طريق جرثومة دموية، ولكن أظهرت الأبحاث في ما بعد خطأ هذا الاعتقاد.

أما الأسباب البيئية فهي عوامل خارجية ولكنها تؤثر في الأنسجة المخية للطفل، وتقسم حسب مرحلة حدوثها: مرحلة قبل الولادة: في حالة تعرض الأم لأي عامل ضار كالإشعاعات والعدوى وسوء التغذية بالإضافة إلى عدم مناسبة سنها لوقت الحمل، تليها مرحلة في أثناء الولادة: التي قد تكون فيها ولادة متعسرة لأسباب كتفاقم حجم الجنين أو نزول السوائل من حوله، وأخيرًا مرحلة بعد الولادة: وتشمل الأسباب المرضية الحادثة للمولود الجديد كالتهاب أغشية المخ أو شلله.

أصبحت الإعاقات الفكرية اليوم مشكلة حتمية لا يمكن إهمالها، لأن مصابيها -رغم كل شيء- بشر ولهم حق التعايش، لذلك لا بد من توعية العالم باختلافهم وضرورة احترامه، ولا يكون هذا إلا بفهم ميكانيكية الإعاقة والطريقة التي تؤثر بها في الصحة والتفكير والسلوك، فيتضح المبهم، ويغدو اللغز مفسرًا، والإجابات منطقية بلا تماهي.

عفاف إسماعيل خير الله: أستاذة مساعدة في علم النفس وطبيبة مختصة في المجالات النفسية والفكرية، لها مقالات شهيرة في مجلة الإرشاد النفسي، من أهم أعمالها:

مهارات السلوك التكيفي.
علم نفس النمو لذوي الاحتياجات الخاصة.