الإشباع العاطفي
الإشباع العاطفي
ويتحقَّق الإشباع العاطفي بأربع: هي العلاقة مع الله، وحسن العشرة، وحق الاستمتاع، وترك الأفكار الفاسدة،
أما العلاقة مع الله فهي روح الإشباع العاطفي، وذلك لأنه سبحانه من خلق تلك المودة والرحمة بينكما، فاسأليه أن يديمها ويؤلف بين قلبيكما، وتعاونا على العبادة والطاعة، ففي ذلك صلاح ذات بينكما، وأما حسن العشرة فيحسن كل منكما إلى صاحبه بكلامه وأفعاله، ويضحي من أجله، ويحرص على رضاه وعلى ما يقربه منه، وأما حق الاستمتاع، تلك اللحظات الجميلة والنعيم المتبادل، فإنها وإن كانت حاجة بشرية لكنها مع ذلك مما يثاب المرء عليه لقوله (ﷺ): “وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم إن وضعها في حرام أليس عليه وزر؟ قالوا بلى، قال وكذلك إذا وضعها في حلال كان له فيها أجر”.
وحسن العشرة وحق الاستمتاع هما غذاء الإشباع العاطفي، غير أن له شيطانًا، وهو الاستسلام للأفكار والعقد التي تخرب البيوت، مثل عقدة سي السيد، أنا حرة، أمك أمك، ومالي ومالك، فتجد الزوجة نفسها مدفوعة نحو تلك الصراعات لا لسوء تجده في زوجها، ولا لحدود يحتاجان بيانها، وإنما بأفكار تبثُّ فيها الحذر والتحفز وكأنها نفخ من الشيطان.
ومما يفسد البيوت أيضًا ويفسد على الزوجين الرضا بينهما افتقارهما إلى الواقعية وميلهما إلى الخيال، إذ كثيرًا ما تكون تصوُّراتنا عن الحب والزواج مثالية، متأثِّرين في ذلك بالأفلام والمسلسلات، ونظن الحياة وردية حالمة وما الذي نشاهده بحب حقيقي، وإنما الحب الحقيقي ما نما بحسن العشرة والبذل والعطاء والتضحية، لذا علينا أن نكون أكثر واقعيةً ونضجًا، فلا يغيب عنكِ كزوجة أن تدركي أن زوجك بشر، يخطئ ويصيب كما تخطئين أنت وتصيبين، وأن عليك احتمال زلاته والتغافل عن كثير، كما تحبين أن يفعل معك، وأن تذكري نفسك بالمواقف الطيبة بينكما لتصفو له نفسك.
الفكرة من كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
سيارة ومال كثير، كثير بما يكفي لألفَّ العالم كله، هذا ما أسميه حلمًا، إما أن أتزوج وأفقد كل متع الحياة، حتى الحب، نعم تعلمين عزيزتي ما إن يدخل الزواج من الباب حتى يغادر الحب من الشباك، ثم ما المميز في أن أتزوَّج؟كل الناس يتزوَّجون، بل كل الكائنات تفعل!
كثرت في زمننا مثل تلك الأفكار والنقاشات، ولكن هل تلك الأحلام هي السعادة حقًّا؟ وهل الزواج كما يتحدثون عنه؟
يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، ومن آياته؛ إذًا فالزواج آية من آيات الله؛ آية جاءت بعد ذكر قدرة الله على إخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي، وبعد آية خلق الإنسان من تراب، وخلق السماوات والأرض، في وسط تلك الآيات ودلالات وجوده سبحانه، كانت آية خلق الأنثى من الرجل، لماذا؟ ليسكن إليها! وليكون ما بينهما ماذا؟ شحناء وندية وكدر؟ لا بل مودة ورحمة، إنها آية من آيات الله سبحانه، وفي كل نفسين تجتمعان على ميثاق الله آية متجدِّدة نراها بأعيننا، فما سرها؟ وكيف نصل إلى تلك المودة والرحمة والسكينة التي يصفها سبحانه في بيوتنا؟
مؤلف كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
الدكتور أكرم رضا مرسي: خبير أسري وتربوي، واستشاري تنمية بشرية وتطوير، من مواليد القاهرة عام 1959م، تخرج في كلية الصيدلة عام 1982، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وقد حصل على الدبلوم الخاص للإرشاد النفسي في مجال التربية وعلم النفس، إضافةً إلى حصوله على دبلوم الإدارة التنفيذية EMD من الجامعة الأمريكية في القاهرة، له عدد كبير من المؤلفات والسلاسل في كثير من المجالات أبرزها الأسري والتربوي، ومن مؤلفاته:
على أعتاب الزواج.
بيوت بلا ديون.
قواعد تكوين البيت المسلم.
متعة النجاح.