الإسلام وتعريفه وعلاقة اللغة بالاصطلاح
الإسلام وتعريفه وعلاقة اللغة بالاصطلاح
الدِّين الإسلاميُّ له عدة مراتب ودرجات، وهي الإسلام ويكون بالاستسلام لله تعالى، وتوحيدِه، وطاعتِه، والبراءة من الشرك وأهله، فإذا فُقدت صفةٌ منها يُصبح الإنسان غير مُسلم، ثُم الإيمان وقد سبق تعريفه في بداية المقال، ثُم الإحسان ويكون بتحسين العبد العلاقة بينه وبين خالقه في العبادة، وقد عرَّفه النبي (عليه الصلاة والسلام) بقوله: “الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ”، ويكون ذلك بتقديم أوامر الله تعالى ورسوله على ما سواهما، ومحبة الناس وبخاصةٍ الوالدين؛ وكذلك التحلي بالأخلاق الحسنة.
لِلإيمان حلاوةٌ وطعم يكونان بالقلب كما أن للأكل حلاوة، فالإيمان غذاءٌ للقلب كما أن الأكل غذاءٌ للبدن، فلا يذوق الإنسان حلاوة الطعام عند مرضه، وكذلك لا يصل إلى حلاوة الإيمان عندما يكون قلبُه مريضًا، بل قد يستحلي ما فيه هلاكُه، وهناك العديد من الأدلة التي ذكرت الصِّفات التي يُمكن من خلالها الوصول إلى هذه الحلاوة، ومنها: قول النبي (عليه الصلاة والسلام): “ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلاوَةَ الإيمانِ: مَن كانَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ اللَّهُ منه، كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ”.
للإيمان درجات، يزداد المرء إيمانًا بتحصيلها، وعكسها هي صفات النفاق، والنفاق أيضًا خصال، فربما اجتمع للمرء الواحد بعض شعب الإيمان وبعض صفات المنافقين، وكُلها لا تخرج المرء عن كونه مسلمًا من الناحية النظرية، لكن يختلف الأمر من الناحية العملية، حيث توعَّد الله المنافقين بعذابٍ كعذاب الكافرين، بل وبدأ بالمنافقين؛ رغم أنها لا تنزع عنه لقب المسلم بين المسلمين ما لم يأتِ بما يخرجه منه، وتُعرف خصال الإيمان بـ”شعب الإيمان”، أما عكسها “خصال المنافقين”، منها ما ذكره النبي (ﷺ) في الحديث: “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.
الفكرة من كتاب الدين والوحي والإسلام
من المؤلم غاية الألم أن ترتكب الجرائم باسم الإسلام وباسم شريعته السمحاء نوافذ العمليات المدمرة مع صيحات التهليل والتكبير، ودعوى الجهاد والاسترشاد في سبيل الله، الأمر الذي استغله بعد ذلك الغرب والمستشرقون في تشويه صورة الإسلام، وتقديمه للعالم بحسبانه دينًا همجيًّا متعطشًا إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء وأنه يحرِّض أبناءه وأتباعه على العنف والكراهية والأحقاد، وقد تصدَّى الأزهر الشريف لهذه الهجمات أشد تصدٍّ للبناء عن طريق الجمع بين الوحي والدين والإسلام.
مؤلف كتاب الدين والوحي والإسلام
الشيخ مصطفى عبد الرازق، ولد بمحافظة المنيا بمصر، تعلَّم القراءة والكتابة، والتحق بالأزهر الشريف فيما بين العاشرة والحادية عشرة من عمره، له مؤلفات عدة منها: “فيلسوف العرب”، و”الإمام محمد عبده”، و”الإمام الشافعي”، و”تمهيد الفلسفة”.