الإسلام والماركسية
الإسلام والماركسية
يوضح الكاتب أن الفكر اليساري ليس بأقل سوءًا من الرأسمالية، وكارل ماركس حين وضع أسس نظريته لم ينتبه إلى أنها لن تتلاءم مع الواقع في التطبيق، ولم يتصور أن طبقة العمال ذاتها ستنقسم إلى طبقتين مرة أخرى، وأن هناك أصحاب مصالح شخصية وأهواء سيؤول بهم الأمر إلى سرقة جيوش الكادحين من جديد، وستتحول فئة العمال إلى عبيد للإنتاج والعمل مع الوقت.
ويرى المؤلف أن أكبر مشكلات الماركسية أنها تحاول أن تكون فكرًا شموليًّا يقدم تفسيرًا لكل شيء، والسبب في هذا راجع إلى ما يسميه الكاتب “التعسف المنهجي” في المادية التاريخية التي يدور الجدل فيها حول فكرة العامل الاقتصادي الواحد، وهذا العامل الاقتصادي يجعله ماركس سببًا يؤول بكل مجتمع رأسمالي إلى ظهور الثورات أو الانقسامات، التي ستؤدي إلى العدالة الاجتماعية في النهاية.
ويضيف مصطفى محمود أن “أكبر الأدلة على فساد هذا الفكر أن الإسلام لم ينشأ نتيجة الصراع الطبقي أو الاقتصادي في قريش، ولم يكن نظامًا رأسماليًّا ينحاز لطبقةٍ دون أخرى، وإنما جاء بمبدأ الفرص المتساوية، وفتح أبواب الحرية أمام الملكية الخاصة والعامة والاقتصاد الحر الموجه، في وقت لم تكن فيه ظروف الجزيرة العربية تدعو إلى ظهوره حسب نظرية ماركس”.
إن الإسلام هو الصراط المستقيم بين اليمين (طغيان مصلحة الفرد) وبين اليسار (طغيان مصلحة الجماعة)، فهو التوازن الدقيق الذي يأخذ من الفرد فلا يطحنه، ويعطي المجتمع دون أن يهضم حق الفرد في نظام إبداعي يملك دوافع روحية لا توجد في غيره.
الفكرة من كتاب الماركسية والإسلام
يحاول الكتاب عرض أبرز معالم الفكر الماركسي وتعارضه مع قيم المجتمع الإسلامي، ويؤصل لتلك الفكرة من خلال إثبات ضعف الفكر الماركسي وتناقض مبادئه التي تدعو إلى الحرية من جهة، وتستعبد الإنسان للعمل والإنتاج، وكذا من خلال طرح قضية الروح والمادة.
مؤلف كتاب الماركسية والإسلام
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 25 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته:
لغز الموت.
السر الأعظم.
القرآن كائن حي.
رأيت الله.
على حافة الانتحار.
إسرائيل البداية والنهاية.. وغيرها من الكتب.