الإسلام حلٌّ للمعادلة
الإسلام حلٌّ للمعادلة
قول المفكر محمد إقبال يلخِّص الأزمة التي تواجه الإنسان في الفترات الماضية حينما قال: “إن الإنسان بحاجة إلى تفسير معنوي قبل أي شيء آخر”، ومن هنا كانت المسؤولية الملقاة على عاتق المثقفين المسلمين ودورهم في ثقافة التمكين والفاعلية للإسلام، تنفيذًا لأمر الله ﴿لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾، وأيضًا جعل الإسلام أيديولوجية حيوية تلمس الأرض وتلامس الناس، فهم يعتبرون تعاليم الإسلام ثقافة من التراث حتى وإن قالوا عكس ذلك لأن أفعالهم تبيان لذلك.
ولما كان الماضي القريب وفترات الاستعمار يجب دراستها جيدًا لمعالجة الخلل الفكري الذي حدث في أذهان الناس وعلمنة الأفكار علمنة ذاتية دون بذل مجهود (أي علمنة من خلال الممارسات لا التلقين)، فأصبح القطاع الأعظم من المسلمين العوام يقتنعون بأن الإسلام لا يصلح ليقود بلادًا أو يؤسِّس مجتمعات فيكتفون بالجوانب العقائدية والتعبدية فقط مهملين كل الجوانب الاجتماعية والسياسية والإدارية.
كما هو معروف أن الإسلام على تضاد عقدي مع الديانات الأخرى كالمسيحية والهندوسية، وبالتالي لا يستطيع الإنسان أن يعتنق ديانة أخرى مع الإسلام كما هو معروف الآن بمفهوم “توحيد الديانات”، فكذلك الإسلام على تضاد أيديولوجي مع كل المذاهب الفكرية الجزئية كالليبرالية الغربية والوجودية والمذاهب الكلية كالماركسية، والنقطة الأخرى أن الإسلام الآن يتم قصره على الجانب التزكوي والأبعاد الصوفية فقط، وهي أيضًا تحصر الإسلام في الجانب الروحاني وتترك الجسد (الإنسان) نفسه وطريقة حياته ونظرة الدين إلى تلك الأمور.
الفكرة من كتاب الإسلام ومدارس الغرب
“إن الإنسان ابتعد عن نفسه ونسيها بقدر ما اهتمَّ بالعالم خارجه وتقدم فيه”، بهذا الاقتباس افتتح الكاتب كلامه عن تجاهل الإنسان البحث في نفسه وروحه وتفسير أصالته في العصر الحديث، ولذلك ابتعدت السعادة عن حياته وصار يبحث عن تلك السعادة الغائبة في كل مكان إلا نفسه، وطالما لم يجد الطريق الحق لفهم نفسه فلن يصل إليها.
يتحدث الكاتب بدايةً عن المدارس الغربية الفلسفية التي تفسر وجود الإنسان وماهيته، ثم يوضح التصورات الوجودية المختلفة عن الإنسان، ويطيل الحديث عن الماركسية وأفكارها وفشلها، ويفسر لماذا يتجاهل الإنسان الغربي الطريق الديني ويتجه إلى الإلحاد؟ مُبينًا قيمة الإسلام ودور المثقفين المسلمين وموقعهم من العالم الآن.
مؤلف كتاب الإسلام ومدارس الغرب
علي شريعتي، مفكر إيراني مسلم شيعي ولد في خُراسان 1933 وتخرج في كلية الآداب وذهب في بعثة إلى فرنسا لدراسة علم الأديان وعلم الاجتماع ليحصل على شهادة الدكتوراه، تُعد كتبه وأفكاره من ضمن العوامل التي أسهمت في الثورة الإيرانية والإطاحة بنظام الشاه، من أهم مؤلفاته: “مسؤولية المثقف”، و”العودة إلى الذات”، و”الإسلام والإنسان”، و”بناء الذات الثورية”.