الإرهاب الحقيقي
الإرهاب الحقيقي
نجد أنفسنا مرغمين على السؤال، هل عمى الغرب عن رؤية المسلمين وهم ضحايا الترويع والمذابح والإرهاب الحق في فلسطين والعراق والشيشان وبورما والفلبين وغيرها؟ أوليس إخراج الناس من ديارهم وتحويلهم إلى لاجئين طوال قرنين من الحروب الصليبية، ثم خمسة قرون من الاستعمار الغربي الحديث منذ سقوط غرناطة وحتى يومنا هذا، هو الإرهاب؟
إن بلاد الإسلام اليوم لا تخلو من قواعد عسكرية غربية، ومئات الآلاف من الجنود الغربيين في شتى أنحائه، وشركاتهم العابرة للقارات تنهب ثرواته، بينما لا نجد للمسلمين أي نفوذ في بلاد الغرب، وقد تحوَّل أغلبهم إلى ضحايا للعنصرية وشتى أنواع التمييز والتضييق لمجرد كونهم مسلمين.
ثم هل كان المسلمون هم من أبادوا ملايين الهنود الحمر في الأمريكتين؟ أم هل كانوا من استخدموا القنابل النووية في هيروشيما ونجازاكي، وأبادوا ثلاثة ملايين من البشر في فيتنام، أم كانوا هم من قتلوا قرابة مليوني شهيد في الجزائر، واستخدموا اليورانيوم المنضَّب والقنابل العنقودية ضد الآمنين في العراق، هل كان المسلمون هم من أبادوا سبعين مليونًا في حربين عالميتين استعماريتين، أم كانوا هم من حوَّلوا البلاد النامية في الجنوب إلى مكبَّات لمخلفاتهم النووية غير عابئين بحياة البشر فيها؟
ولا أصدقَ من كلمات المستشرق الفرنسي جاك بيرك حين يقول: “إن الإسلام الذي هو آخر الديانات السماوية قد ظل ويظل بالنسبة إلى الغرب ابن العم المجهول، والأخ المرفوض، والمنكور الأبدي، والمبعد الأبدي، والمتهم الأبدي، والمشتبه فيه الأبدي”!
الفكرة من كتاب السماحة الإسلامية
تعني السماحة اللين والتساهل والعطاء غير المحدود دون انتظار لأي مقابل، وهي في النهج الإسلامي دين ووحي من الله، يرسمه لنا نموذجًا وتطبيقًا نبيه الكريم (ﷺ)، فالسماحة من ثمار هذا الدين العظيم وهي باقية ببقائه حتى تقوم الساعة.
يقف المؤلف في هذا الكتاب على حقيقة السماحة، ومصطلحات الجهاد والقتال والإرهاب ليفصِّل موقف الإسلام منها، ويفنِّد الادعاءات التي يُرمى بها الإسلام بغير ما فيه.
مؤلف كتاب السماحة الإسلامية
محمد عمارة (1931 – 2020): كاتب ومفكر إسلامي مصري، كان عضوًا بهيئة كبار علماء الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وعضوًا بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، كما كان عضوًا باللجنة التأسيسية لدستور 2012 في مصر، ينتمي إلى المدرسة الوسطية التي يدعوها “الوسطية الجامعة”، ترك إرثًا كبيرًا من الكتب يزيد على مائة وأربعين كتابًا، منها:
الإسلام والثورة.
أزمة العقل العربي.
الحضارات العالمية: تدافع أم صراع.
الجامعة الإسلامية والفكرة القومية.