الإرهابُ وأدواتُ الضغطِ على الناس
الإرهابُ وأدواتُ الضغطِ على الناس
الإرهابُ كلمةٌ فَضفاضةٌ اتسعت لتشملَ أيَّ شخصٍ من أي دينٍ أو انتماء، وهي وسيلةٌ فعالةٌ لتخويفِ الشعوبِ؛ لتسهيلِ عمليةِ السيطرةِ عليها وإلهائِها، وإضعافِ قدرتِهم على تمييزِ الاختلافِ بين الوعودِ والشَعاراتِ الرنانةِ وبين التنفيذِ على أرضِ الواقع.
في حقيقةِ الأمر، إنَّ مصطلحَ الإرهابِ ما هو إلا استمرارٌ لسلسةِ الأدواتِ التي استخدمها دكتاتورية/ ديمقراطية العالمِ منذ القدم لتحقيقِ أهدافهم، فتجد أنَّ الحركةَ النازيةَ خوّفت الناسَ من خطرِ الشيوعيةِ والرأسمالية، وتجد الليبراليةَ كانت تخوّف الناسَ من الشيوعية، ولكن بعد سقوطِ الشيوعيةِ وتحالف المعسكرين، كان لابدَّ من اختراعِ شماعةٍ جديدةٍ تَصلُحُ لتعليقِ أخطاءِ وتجاوزاتِ أصحابِ السلطة؛ فجاءَ الإرهاب.
وصْفُ الإرهابِ لا يَصِفُ مبدأ أو عقيدةً أو يوضحُ معالمَ فكرةٍ، فهو أشبهُ بأنَ توصِفَ الخوفَ بالمخيف.
كما إنَّه من السهلِ جدًا إقناعُ الجماهيرِ بأي أمرٍ حتى لو كان منافيًا للعقلِ والمنطق، وذلك بتكثيفِ الدَّعايةِ له ونشرِه في الصحفِ الكبيرة والقنواتِ الرسمية، وخروجِ شخصياتٍ مهمةٍ في الدولة لتتحدثَ عنه وتأكدَ صحة وجودِه، وبعد ذلك فالعددُ الكبيرُ من الناسِ الذين صدَّقوا وجودَ (الإرهاب) سيكونونَ أداةَ ضغطٍ على أي شخصٍ يُكذّبُ الأمر، هكذا يتم تخويفُ الناسِ وسحقُ أي صوتٍ مخالفٍ للتيارِ العام.
الفكرة من كتاب خرافةِ التقدمِ والتخلف
يُسلِّطُ كتابُ “خرافةِ التقدمِ والتخلّف” الأضواءَ على أفكارٍ قد نرى بأنها مسلّمات، ويُطلبُ منا أن ننظرَ ونفكرَ فيها بشكلٍ منطقيٍّ لنتأكَّدَ بأنها مجردُ خُدَعٍ وتضليلٍ سياسيٍ وإعلامي.
الحداثةُ -على سبيل المثال- لا تعني بالضرورةِ الإصلاح، فالكثيرُ من المصطلحاتِ التي تَصِفُ الحداثة تَحملُ في طَيَّاتِها معانٍ سلبية.
كما أن وَصْفَ أمّةٍ كاملةٍ بأنها أمةٌ متقدمةٌ أو متخلفةٌ؛ لهو حكمٌ خاطئ؛ لأنَّ التقدمَ والتخلفَ عادةً ما يشملُ جانبًا من جوانبِ الحياةِ، وليس عمومَها.
مؤلف كتاب خرافةِ التقدمِ والتخلف
جلال الدين أحمد أمين، هو عالمُ اقتصادٍ وكاتبٌ مصريٌ بارز؛ من أشهرِ مؤلفاتِه كتاب “ماذا حدث للثقافة في مصر؟ ” الذي يشرح التَّغيُّرَ الاجتماعيَّ والثقافيَّ في حياةِ المصريين، خلال الفترةِ من ١٩٤٥م إلى ١٩٩٥م، والذي يرتبط بظاهرة الحَرَاكِ الاجتماعي
كما أنّ له ُ العديدَ من الكتب، منها:
كتاب “خرافةُ التقدمِ والتأخرِ”
الذي يثيرُ فيه شكوكًا كثيرةً عن صحةِ الاعتقادِ بفكرةِ التقدمِ والتخلف، وفيما إذا كانَ من الجائزِ وصفُ دولٍ أو أممٍ أنها متقدمة، وأخرى أنها متخلفةٌ أو متأخرة.
كتاب “عصرُ الجماهيرِ الغفيرة”
الذي يتناولُ فيه جوانبَ تطورِ المجتمعِ المصريِّ خلالَ الخمسينَ سنةً الأخيرة في مجالات: الصحافةِ، الاقتصادِ، الثقافةِ، التليفزيون، السوبر ماركت والسياحة، الأزياء والحب، والعلاقةِ بين الدينِ والدنيا.