الإرادة ليست كل شيء
الإرادة ليست كل شيء
إن الاعتماد على الإرادة وحدها في تنفيذ الأنشطة وتبني عادات الروتين الجديد ليس هو ما يجعله ناجحًا قابلًا للتنفيذ؛ فإن فشل الالتزام بالروتين فالحل ليس في الإصرار على تكراره بنفس الطريقة، بل بالتدرج في تبني العادات؛ فهذا هو ما يرسخها ويزيد من القدرة على الالتزام بها؛ وذلك بسبب المقاومة الداخلية الشديدة ناحية تبني العادات الجديدة أو كسر العادات القديمة السيئة، لذا فهناك حلول تأتي بعد تحديد قائمة الأنشطة تندرج جميعها تحت مبدأ تبسيط الروتين، فيمكن تقسيم الأنشطة بحيث يصبح لكل أسبوع نشاط واحد يتم التركيز عليه حتى يترسخ كعادة جديدة، ومن ثم الانتقال إلى غيره من القائمة في الأسبوع اللاحق، ويمكن أيضًا استبدال نشاط جديد بعادة قديمة سيئة مضادة له يراد التخلص منها، مثل تناول وجبة فطور صحية بتناول المخبوزات والسكريات.
وبعد اكتساب العادة الجديدة يجب إدراجها في روتين متسلسل في ما يعرف باسم (حِزم العادات)، وهو ترتيب الروتين الصباحي بمجموعة من العادات وتكرارها بنفس الترتيب يوميًّا، بدءًا من العادة القوية المترسخة السهلة التي اكتسبتها ومن ثم وضع العادة الجديدة المراد اكتسابها بعدها مباشرة وربطها بها، فمثلًا إن كان غسل الأسنان من العادات السهلة المترسخة، ويراد اكتساب عادة كتابة اليوميات فيمكن وضعها مباشرة بعد غسل الأسنان، لأن هذه الطريقة تكسب الروتين سهولة في التنفيذ وتقلل المقاومة، ويحبذ أيضًا جعل باقي الروتين مرتبطًا ببعضه، فهذا يكسبه المزيد من قابلية التنفيذ، مثل وضع نشاط الاستحمام بعد ممارسة الرياضة فيصبح أمرًا بديهيًّا وسهلًا للتتفيذ، ويمكن أيضًا تجهيز متطلبات النشاط في الليلة السابقة، مثلًا تجهيز الحذاء والملابس الرياضية؛ فهذا يقلل من مقاومة تنفيذه، وبذلك يصبح الروتين (الاستيقاظ، غلق المنبه سريعًا، غسل الأسنان، كتابة اليوميات، ممارسة الرياضة، الاستحمام)؛ فتصبح تلك قائمة قابلة للتطبيق وأقل مقاومة.
والخطوة الهامة في تصميم الروتين هي تدوينه ورقيًّا؛ فهذا يجعله أكثر ثباتًا في العقل، أكثر وضوحًا ويكسب الإحساس بالمسؤولية والالتزام أكثر من التدوين الإلكتروني، ويتم تدوين كل الأنشطة في عمود وفي العمود المقابل وقت كل نشاط، وآخر خطوة هي المرونة وتقييم الروتين، وإعادة كتابة الروتين بحيث يلائم الظروف والمتطلبات الجديدة إن وجدت، ويرى الكاتب أن تتم تلك الخطوة بشكل أسبوعي.
الفكرة من كتاب صباح استثنائي كل يوم: كيف تضاعف إنتاجيتك وتفجر طاقتك وتجعل حياتك استثنائية – كل صباح؟!
يحلم العديد منّا، خصوصًا في عصر السرعة والأعمال المتراكمة، بحياة استثنائية مليئة بفائض من الوقت، كي يتم أعماله ويصبح أكثر إنتاجية واسترخاءً على حد سواء، ولا يخفى على الجميع أن الاستيقاظ في الصباح يوفر هذا الشرط، ولكن دائمًا يوجد عائق بين كثير من الناس وبين الاستيقاظ في الصباح، وخصوصًا زر الغفوة بمنبه الصباح الذي إن استجبنا له آملين بخمس دقائق إضافية من النوم، ينتهي بنا الأمر عادةً إلى الركض في فوضى عارمة في الصباح للحاق بموعد العمل أو الجامعة أو غيره من الأشغال، بالإضافة إلى استمرار شعور الإنهاك والإرهاق، ويرى الكاتب أن الحل في إنشاء روتين صباحي يومي يناسب كل شخص لذاته وظروفه، ويعود بالعديد من الفوائد على جوانب حياة الفرد كافة إن إلتزم به.
مؤلف كتاب صباح استثنائي كل يوم: كيف تضاعف إنتاجيتك وتفجر طاقتك وتجعل حياتك استثنائية – كل صباح؟!
ديمون زهاريادس: كاتب أمريكي وهو أحد أهم الكتاب الملهمين في مجال تطوير القدرات للأفراد، فهو خبير في تطوير القدرة الإنتاجية وتطوير الأعمال والذات، ويقدم استشارات لعدد من الشركات، ورغم كونه في الخمسينيات من عمره، فإن هذا لم يعقْه عن أن يكون منتجًا، فقط بدأ رحلة نجاحه بعد عدد من الإخفاقات المتتالية، ولديه موقع على الإنترنت يرشد فيه الناس إلى كيفية استثمار يومهم لإنجاز المزيد من الأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
فن التركيز والإنجاز.
الأثر المذهل للعادات البسيطة.
الطريقة الأكثر فعالية لإنجاز المهام.
معلومات عن المترجمة:
دينا المهدي: تخرجت في كلية الآداب، لغات وترجمة قسم اللغة الإنجليزية، جامعة الإسكندرية، وهي استشاري بالترجمة لمنظمة اليونسكو بالقاهرة، وتعمل مدير مشروع مستقل في دار نشر دوّن للإشراف على مشروع الترجمة إلى العربية، وهي أيضًا مترجمة وكاتبة مستقلة في العديد من المجلات والصحف المحلية والدولية. ومن ترجماتها:
فن التعافي.
النداء الرهيب للكائن كثولو.