الإدارة والقيادة
الإدارة والقيادة
قد تتداخل مصطلحات الإدارة والقيادة، فما الفرق بينهما؟ إن الإرادة والقيادة يشكلان معًا نظامًا متكاملًا، إذ يشتملان على تحديد ما يجب عمله، وإيجاد شبكات من العاملين لإنجاز الخطة، والتأكد من أن العمل قد أنجز فعلًا، لكن لكل منها نظامه وطريقته في التعامل مع المهام، إذ ترتبط الإدارة بالتعامل مع التعقيد، وخلق جوٍّ من النظام على وضع ما، أما مع وضعنا الحالي فلم يعد الاعتماد على الإدارة كافيًا، إذ وجب على الشركات أن تتكيف مع التغيير، وهنا يأتي دور القيادة بتعليم كيفية مجاراة التغيير والتكيف معه.
إذ تهتم القيادة بتحديد الاتجاه وإيجاد رؤية الشركة، بينما تهتم الإدارة بعملية التخطيط وإعداد الموازنات، لذا يعد التخطيط مكملًا لتحديد الاتجاه، كما تهتم الإدارة بتنظيم الموظفين وتعيينهم وفق تطابق العاملين والمهام وهذا بالضرورة مسألة تصميم، بينما يسعى القادة إلى خلق ترابط بين العاملين والرؤية، إذ تعد وظيفة القيادة مسألة تواصل في المقام الأول، فيدفع القائد أكبر عدد من الناس للإيمان بمستقبل بديل ومن ثم يعمل وفق تلك البيئة المشتركة، ومع ظهور المشكلات نجد الإدارة تعمل على حلها وتسهيل المهام للعاملين، متجنبةً أية محاولة للمغامرة مما قد يعرض العمل للفشل، بينما تعمل القيادة على تحقيق رؤى الشركة، مما يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة والنشاط الدائم الذي نطلق عليه الدافعية للفعل.
ولذا تعمل القيادة على تلبية الحاجات الأساسية للإنجاز، ليس عن طريق التحكم ودفعهم في اتجاه واحد، فإن ما يدفع الناس إلى الإيمان بعمل هو معرفتهم سبب نشأته، فمن آمن بالرؤية كان بمقدوره بذل الغالي والنفيس لتحقيقها، وهنا تأتي مهمة القائد بالتواصل مع الموظفين وإيضاح الرؤية لهم بما يناسب قيمهم ومبادئهم، مما يعطي للآخرين شعورًا بالسيطرة، ومع توافر فكرة التغذية الرجعية وإيجاد القدوة، يستطيع العاملون الاندفاع لتحقيق تلك الرؤية، إذ إن التغذية الرجعية تساعد العاملين على التقدم المهني وتعزيز تقديرهم لذواتهم، ليصبح العمل محفزًا بحد ذاته.
الفكرة من كتاب عن القيادة
إن الاهتمام بمفهوم القيادة ليس وليد العصر الحديث، إذ كان هذا السؤال مطروحًا منذ عصر أفلاطون، لكن مع حلول القرن الثامن عشر، وبزوغ عصر التنوير والعقلانية ظن الناس أن باستطاعتهم التحكم في مصايرهم من خلال العقل، مما ولد عندهم صورًا وردية جميلة عن قدرة الإنسان وما يستطيع فعله، لكن سرعان ما جاء فرويد وفيبر ليزعزعا تلك النظرة إذ رأى فرويد أن للإنسان عقلًا باطنًا مسؤولًا عن أغلب سلوكياته، وأما فيبر فقد أنكر الشكل البيروقراطي الذي يعتمد على النظم الإدارية الصارمة ورأى أنها أكبر قوة مدمرة للمؤسسات، وطرح القيادة الكاريزمية حلًّا لتلك المشكلة.
وبحلول القرن العشرين، زادت الشكوك حول قدرة الإنسان وقوة عقله، فبدأت البحوث الجادة لاكتشاف سبل القيادة فظهرت نظرية السمات التي تعد أولى النظريات في القيادة، ومن ثم نظرية النمط وغيرها من النظريات، لكن لنقف على دور القائد، وما الذي يجب عليه فعله، علينا أن نجيب عن هذه الأسئلة: ما القيادة؟ وما الصفات التي يتحلى بها القائد؟ وهل هناك صورة مثلى للقيادة علينا تمثلها؟ أم إن الأمر متعلق بالظروف التي يكون بها القائد؟
مؤلف كتاب عن القيادة
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، مقرها بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية، تأسست عام 1908م، وتمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة الأعمال، صدر عنها عديد من المؤلفات في هذا المجال أهمها:
اضبط وقتك.
قيادة الفرق الافتراضية.
عن اتخاذ القرارات الذكية.
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.
إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة: له عديد من الترجمات، مثل:
تعليم الدماغ القراءة.
عن إدارة الذات.
عن قيادة التغيير.