الإدارة الاقتصادية غير الفعالة
الإدارة الاقتصادية غير الفعالة
لعل أهم الأسباب المحورية في المشكلة الاقتصادية القائمة التي تمتد جذورها إلى ما قبل الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات تكمن في العقلية الإدارية القائمة على توجيه دفة الاقتصاد للوصول إلى التنمية المنشودة، فالاقتصاد في الأساس ما هو إلا “إدارة” للموارد للوصول إلى الاستغلال الأمثل وتحقيق أعلى معدلات تنموية، أضف إلى ذلك عدمَ الاتفاقِ على العوامل المؤسسية الحاكمة للنشاط الاقتصادي، مما نتج عنه غياب الدعم الشعبي والمجتمعي بسبب اختلاف المنطلقات الفكرية من ناحية، وتضارب المصالح الخاصة أحيانًا من ناحية أخرى.
وما زاد الأمر سوءًا، هذا الغموض المحيط بالدور الاقتصادي المفوض إلى الدولة، لا سيما بعد عملية الانتقال الثورية من النظام الاشتراكي إلى اقتصاد السوق مباشرةً، دون المرور بفترة انتقالية كانت ضرورية حينها لإنشاء البنية الأساسية والمؤسسات القادرة على إدارة هذا التحول، بالإضافة إلى هذا التغير الجذري الذي صاحب دور السلطات العامة وأثره في عملية تخصيص الموارد، حيث تخلَّت الدولة عن دورها الاستثماري في ظل غياب قطاع خاص قوي يمكنه تحمل المسؤولية تجاه متطلَّبات التنمية، فأضحت سفينة الاستثمار دون رُبَّان حقيقي!
نتج عن ذلك تخبُّط القوانين والتشريعات الخاصة بمناخ الاستثمار في مصر، وحريات انتقال الأموال، وتنظيم عمليات الدخول والخروج من وإلى الأسواق المصرية، والصعوبات التي واجهت محاولات استقدام التكنولوجيا الملائمة والعمل على توطينها، كما تبدَّد بذلك كثير من الموارد والتسهيلات النقدية والائتمانية.
الفكرة من كتاب الاقتصاد المصري وتحديات الأوضاع الراهنة
ملخص كتاب “الاقتصاد المصري وتحديات الأوضاع الراهنة ” من أخضر دوت كوم، لمؤلفه الدكتور مصطفى السعيد.
الكتاب يعد تحليلًا كاملًا للمشهد الاقتصادي المصري، حيث لا يقتصرُ فقط على تشخيص الأعراضِ المرضية للجسد الاقتصادي المصري العليل، بل يتجاوزُ ذلك إلى الجذور الأساسية لأسباب تشكُّل المرض، ويصف بعد ذلك العلاجَ الناجعَ عبر ما يشبهُ الروشتةَ الاقتصادية.
مؤلف كتاب الاقتصاد المصري وتحديات الأوضاع الراهنة
مصطفى كامل السعيد إبراهيم، من مواليد 1 يوليو 1933، محافظة الشرقية، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ليدز – إنجلترا، وعمل أستاذًا للاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، كما شغل في السابق منصب وزير الاقتصاد المصري، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1980، ويعد من كبار الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
صاغ العديد من الدراسات الرياضية في الاقتصاد الرياضي والقياسي، منها: “دراسة تحليلية لقياس الكفاءة الإنتاجية لصناعة الغزل والنسيج”، و”دراسة حول التكامل الاقتصادي العربي، والاقتصاد المصري وتحديات الأوضاع الراهنة”.