الإحباط والاكتئاب والوقاية منهما
الإحباط والاكتئاب والوقاية منهما
الإحباط حالة شعورية تصيب الإنسان وتدفعه إلى العدوان على الآخرين أو التبرير أو عدم المبالاة والتخلي عن الهدف، وينقسم نوعين، النوع الأول “الإحباط الداخلي” المتعلِّق بالسمات الشخصية وقدرات الإنسان الجسمية والعقلية والنفسية، والنوع الثاني “الإحباط الخارجي” وهو الناتج عن الظروف الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بالفرد، كما ينقسم الإحباط نوعين من حيث الشدة، النوع الأول “سلبي نافع” لا يترك أثرًا في نفس الإنسان، إذ يدفعه إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق الهدف المراد تحقيقه، والثاني “إيجابي ضار” يترك أثرًا قويًّا لدى الفرد المحبط، ويضر بصحته النفسية، كما يجعله عدوانيًّا أو حقودًا، وقد أثبتت الدراسات أن المجرمين والخارجين عن القانون والمضطربين نفسيًّا قد تعرضوا لإحباطات شديدة ومتكررة خصوصًا في مرحلة الطفولة، والوقاية من الإحباط تتمثل في ترسيخ الوازع الديني في الإنسان منذ طفولته، وتنمية الشعور بالرضا، وتعويد الأفراد المثابرةَ والصبرَ على الشدائد، وتشجيع الأفراد على حل مشكلاتهم وعدم تحقير الفاشلين وإهانتهم.
بينما على الجانب الآخر يُشكِّل الاكتئاب واحدًا من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا في عصرنا الحالي، إذ يؤثر في جسم الإنسان ويُشوش مشاعره وأفكاره، ويُعكر مزاجه، ويعد أحد أكثر الأمور المسببة للانتحار، ويقسمه الباحثون نوعين، النوع الأول “الاكتئاب الشديد” وتتميز أعراضه بتعكر المزاج، وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة، وفقدان الشهية والوزن، والأرق وقلة النوم، والتعب وانكسار النفس، وضعف الروح المعنوية، وصعوبة التفكير والتركيز، ومحاولة الانتحار، النوع الثاني “الاكتئاب الثنائي القطب” ويتميز من سابقه بأن الإنسان تصيبه حالات من الاكتئاب والانشراح بشكل متتكرر وسريع، فإلى جانب أعراض الاكتئاب الشديد تصيب الإنسان حالة من الثقة الزائدة بالنفس، والتحدث بتكبر، والحركة الزائدة.
وترجع أسباب الاكتئاب إلى عدَّة عوامل، أولًا “العوامل البيولوجية” وتتمثل في الجينات الوراثية، واختلال النشاط الهرموني في جسم الإنسان، ثانيًا “العوامل الاجتماعية والبيئية” وتتمثل في الظروف الضاغطة والمعاملة القاسية في مرحلة الطفولة، والعزلة، والأزمات الاقتصادية، ثالثًا “العوامل النفسية” وتتمثل في عدم النضج الانفعالي، والفهم الخطأ للخبرات الحياتية، والتشاؤم واليأس، ويمكن معالجة الاكتئاب من خلال العلاج الكيميائي المتمثل في مضادات الاكتئاب، والعلاج النفسي كتقليل الشعور باليأس وعدم العزلة وتعديل أفكار المرء تجاه ذاته والناس، والعلاج الاجتماعي المتمثل في إحداث تغييرات مناسبة في البيئة المحيطة بالإنسان.
الفكرة من كتاب التكيف: مشكلات وحلول
يعرض هذا الكتاب عديدًا من المشكلات والاضطرابات النفسية التي يعانيها الإنسان، ويناقش أسبابها ويضع بعض الحلول العلمية لها، فيُبين مقومات الصحة النفسية وأسس التكيف الحسن والسيئ مع المواقف والأحداث والبيئة، وما يترتب على ذلك من حالة من الأمن والراحة، أو حالة من الصراع والمرض النفسي.
مؤلف كتاب التكيف: مشكلات وحلول
ثائر أحمد غباري: هو أستاذ مشارك في علم النفس التربوي بكلية العلوم التربوية بالجامعة الهاشمية بالمملكة الأردنية.
خالد محمد أبو شعيرة: هو أستاذ دكتور في جامعة حائل متخصص في مجال التربية.
من مؤلفاتهما المشتركة:
صعوبات التعلم.. بين النظرية والتطبيق.
سيكولوجيا الشخصية.
سيكولوجيا النمو الإنساني.
الثقافة وعناصرها.
القدرات العقلية بين الذكاء والإبداع.