الإجهاض الضمير وأعداؤه
الإجهاض الضمير وأعداؤه
متى تبدأ الحياة؟ هذا السؤال عادةً ما يتجَّنبه الساسة، وبعضهم يرى أنه من غير الممكن معرفة متى وأين تبدأ الحياة، وهذا غير صحيح، إذ إن الأمر محسوم فكريًّا، فالعلم الحديث أخبرنا منذ زمن طويل متى تبدأ حياة الإنسان، وعلماء البيولوجيا يمكنهم تحديد النقطة التي فيها حياة الإنسان، فحياتك وحياة أي إنسان تبدأ عندما يُنتج انصهار البويضات والحيوانات المنوية كائنًا جديدًا كاملًا، وهو الإنسان الجنيني، فأنت ذات مرَّة كنت جنينًا، كما كنت ذات مرَّة رضيعًا، وطفلًا، ومراهقًا، ومن ثمَّ فالمرحلة الجنينية هي إحدى مراحل تطور الإنسان حتى يصل في النهاية إلى مرحلة البلوغ، فأنت الكائن نفسه بوحدتك وهويتك، وبالتالي رغم اعتمادنا على الأم في مراحل تطور المضغة والجنين، فإننا لم نكن يومًا أجزاءً من أجساد أمهاتنا، بل كنَّا أشخاصًا مستقلين، وبناءً على ذلك لا يوجد خلاف علمي حول كون الأجنة البشرية بشرًا.
ومن هذا المنطلق، فإن المسألة تتعلق بطبيعة الكرامة الإنسانية والمساواة بين البشر، ومن ثمَّ هل ينبغي علينا أن نحترم حياة الإنسان في جميع مراحل حياته بما فيها المراحل المبكرة أم لا؟ فمن جهة من يؤمنون بأن للبشر كرامة وحقوقًا وقيمة بفضل إنسانيتهم يرون أن جميع البشر متساوون في القيمة والكرامة بغض النظر عن العمر والحجم ومراحل النمو، ومن ثمَّ فإن حق الحياة هو حق إنساني يملكه جميع البشر في جميع مراحل نموهم، بينما على الجانب الآخر يرى بعض الناس أن البشر يملكون قيمة وكرامة بفضل مستوى معين من النمو، ومن ثمَّ ينكرون أن لجميع البشر قيمة وكرامة، وبالتالي يميزون بين البشر الذين وصلوا إلى مستوى معين من الشخصية المعنوية ويمتلكون قدرًا من الوعي الذاتي وقدرات متقدمة من النشاط العقلي مثل التفكير، وبين مُعدمي الشخصية مثل المُضغ والأجنة والرُّضَّع والأفراد المختلين عقليًّا.
وبناءً على ذلك، فإن تقديرنا للبشر راجع إلى نوع كيانهم، لذلك فإن جميع البشر متساوون في الكرامة الأساسية والحقوق الإنسانية، وأنه لا فرق بين بشر بارزين مثل آينشتاين وبين بشر يعانون من ضعف جسدي أو عقلي، ومن ثمَّ فإن الذين يعارضون الإجهاض والبحوث المدمرة للأجنة يرفضون فكرة أن هناك بشر ما قبل الشخصية أو بشر ما بعد الشخصية، أو بشر غير أشخاص أيًّا كان وصفهم، ويطالبون باحترام حق كل فرد في الحياة، ومنع القتل المباشر للبشر الأبرياء بما فيهم الأجنة، ومن ثمَّ لا بد من الدفاع عن الحقوق المقدسة للضمير في سبيل الدفاع عن إخوتنا الضعفاء في الرحم ضد من يجيزون أخذ حياة الإنسان بالإجهاض أو بالبحوث المدمرة للأجنة، فهؤلاء جعلوا من أنفسهم أعداء للضمير.
الفكرة من كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا التي تتعارض مع الفطرة السليمة، فيبين أركان المجتمعات اللائقة والصحية والحقائق الأخلاقية، ويوضح أسباب انتشار العلاقات الجنسية الشاذة كالمثلية وتعدُّد الأزواج رجالًا ونساءً فيما يعرف بالعلاقات البوليامورية، كما يتطرَّق إلى الإجهاض ويعرض الردود المنطقية والأخلاقية والعلمية عليها، وإلى جانب ذلك يوضح ما تتعرَّض له الحرية الدينية من قيود جرَّاء ما يلاقيه معتنقو الأديان من تضيق على حريتهم الدينية بسبب رفضهم لأشكال الزواج الشاذة وقتل الأجنة.
مؤلف كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
روبرت بي. جورج: هو مفكر أمريكي، وباحث في القانون، وفيلسوف سياسي، ويعدُّ أحد أبرز المثقفين المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، واشتهر بتخصُّصه ومحاضراته حول التفسير الدستوري، والحريات المدنية، وفلسفة القانون، والفلسفة السياسية، وقد حصل على العديد من الميداليات، كميدالية المواطنين الرئاسيين، وميدالية كانتربري، ومن مؤلفاته:
Natural Law, Liberalism, and Morality.
The Meaning of Marriage: Family, State, Market, And Morals.
Embryo: A Defense of Human Life.
What Is Marriage? Man and Woman: A Defense.
معلومات عن المترجم:
إدريس محمود نجي: هو مترجم لعدد من المقالات والكتب، ومن ترجماته:
مهددات الإلحاد الجديد.. صعود التطرف العلماني.