الإجهاد والسعي إلى الشفاء
الإجهاد والسعي إلى الشفاء
يتسم أسلوب الحياة المعاصر بالإجهاد؛ ويُقصد به الشد أو الضغط، حيث أثبتت إحدى الدراسات التي أُُجريت عام 1993م تحت إشراف مكتب الأعمال الدولية في مدينة جنيف في سويسرا أن الإجهاد يُعدُّ من أهم المشكلات التي تواجه المجتمع الآن، كما أنه يهدِّد صحة الجسم والعقل مما يكلِّف الشركات والاقتصاد القومي الكثير من الوقت والمال، وفي الولايات المتحدة تُقدَّر التكاليف الناجمة عن الإجهاد بأكثر من مائتي مليار دولار سنويًّا في مجال الصناعة بسبب التغيُّب عن العمل وقلة الإنتاج وتكاليف التأمين الصحي، ويرجع ذلك إلى صعوبات الحياة الناجمة من أسلوب الحياة الأكثر تعقيدًا من الحياة في الماضي.
بالإضافة إلى التغيرات السريعة المتكرِّرة، فقد أثبتت الدراسات أن معدلات الإجهاد لها علاقة مباشرة بقدر هذه التغيرات، ونتيجة لذلك أصبح الإجهاد والتكيُّف مع البيئة أمرين متصلين في الحياة المعاصرة، كما أصبح التكيُّف مع التغيُّرات جزءًا لا يتجزَّأ من تعريف الإجهاد، وربما يكون الإجهاد في بعض الأحيان إضافة إلى ما يعانيه الفرد من زيادة ضغط العمل أو القلق بسبب بعض الأمور العائلية أو الشخصية، ويؤدي الإجهاد إلى استهلاك الكثير من طاقة الجسم دون فائدة، مما يلحق به الضرر ويساعد أساليب التنفس العميق جيدًا على تقليل الآثار السلبية للإجهاد.
ويتعرَّض الجميع لفترات من الإجهاد، وإذا لم نحصل على وقت كافٍ لمقاومة الأعراض الناجمة عن الإجهاد فسوف يؤدي ذلك إلى تغيير صحة الجسم ولياقته، وقد يتولَّد الإجهاد من القلق المستمر والاكتئاب فلا يستطيع ذلك الشخص بالقيام بأي فعل كما يبدو كل شيء صعبًا ولا يمكن القيام به، وأفضل طريقة لمقاومة الإجهاد هي ممارسة تمارين الإطالة والتنفُّس العميق والاسترخاء وحركة الجسم السليم واتخاذ أوضاع متوازنة، ويساعد تكرار ذلك على تقوية الجسم والتخلُّص من الآثار السلبية للإجهاد، كما يجب التركيز على الصحة والتغذية السليمة وممارسة رياضة معينة أو السير وممارسة أساليب الاسترخاء المختلفة والتحدث للعائلة والأصدقاء، والحصول على قدر كافٍ من النوم ومحاولة تجنُّب المواقف المسبِّبة للإجهاد أو تقليلها مع الوضع في الاعتبار أنه لا يمكن تجنُّب الإجهاد على نحو تام.
الفكرة من كتاب صحة عقلك وبدنك
يعدُّ هذا الكتاب دليلك لمقاومة الشعور بالتعب والإرهاق وتنظيم عادات النوم وزيادة القدرة على التركيز والتمتُّع بصحة جيدة بدنيًّا وذهنيًّا، ولكي يعمل العقل والجسم بأفضل طريقة يجب أن تكون قدرات الإنسان العقلية والجسمانية مستقرة؛ فالاستقرار والاتزان النفسي والبدني يحقِّق للإنسان ظروف عمل أكثر فاعلية، مما يتطلَّب بذل أقل جهد ممكن للعمل على نحو أفضل، وأحد أهداف هذا الكتاب هو مساعدة قارئه لاستخدام جسده بصورة فعالة حتى يتمكَّن من توفير طاقته، ومن ثم القيام بمهام أخرى وتقليل فرص تعرُّض الجسم للإصابات أو الإجهاد وتوفير طاقة كافية للاستجابة لأي حدث غير متوقَّع يتطلَّب المزيد من الطاقة.
مؤلف كتاب صحة عقلك وبدنك
سكوت دونكين Scott Duncan: كاتب ورجل أعمال أمريكي، ولد عام 1983 في الولايات المتحدة.
جيرارد ماير: طبيب هولندي.
لهما العديد من الكتب والمؤلفات من بينها كتاب “صحة عقلك وبدنك”.