الإجابة الوحيدة: الله

عقل الإنسان محدود لا يستطيع مثله أن يحيط بحكمة الله ومراده وغايته، فوفقًا لنظرية الفوضى فإن ضربات جناحي فراشة في غرب أفريقيا يمكن أن تُحدِث بعد سلسلة من التأثيرات المضاعفة إعصارًا في المحيط الأطلسي! إذن نحن لسنا في وضع يتيح لنا تقييم أحداث العلم، فرُبَّ قتل وحشي لرجل بريء أو موت طفل بسرطان الدم تنتج عنه آثار كبيرة بعد سنوات، بل ربما بعد قرون وربما في أماكن أخرى من العالم، فالحياة معقَّدة جدًّا أمام قدراتنا المحدودة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كما أن هناك بعض العقائد الإيمانية التي تُوجد التبريرات المنطقية لوجود بعض الشر في العلم، فمثلًا إيماننا بأن الهدف الأساسي من الدنيا ليس لمجرد الحياة بصورة مدللة، فالغاية الحقيقية هي معرفة الله، وبتلك المعرفة يتمكَّن البشر من الوصول إلى كمالهم في العالم الآخر، فتلك المعاناة تزيدهم قُربًا وتعلُّقًا بالله، وتقوِّي صبرهم وثقتهم به، وعلى العكس فهناك من الناس من يغضب على الله (عز وجل) ويبتعد أكثر وينغمس في ذنوبه ومعاصيه وكفره، وبذلك يقع الشر البشري الذي يعيبونه في حين يترتب الشر بالابتعاد عن الله، ولا يتدخل الخالق ليمنع الشر تمامًا من الظهور، حتى تتضاعف المسؤولية الأخلاقية وتُقام الحُجَّة على الناس أمام خالقهم، فيعرفون حاجتهم إلى المغفرة والتوبة.

كما أنه مهما كان حجم المعاناة والألم في الدنيا فإنه لا يساوي شيئًا بجوار ما أعدَّه الله للمؤمنين في العالم الآخر، كما أنه معرفة الله هي أسمى نعمة يمكن أن يحوزها إنسان، ولإظهار هؤلاء الذين فاضت قلوبهم بتلك النعمة فإن الشر والمعاناة برهان على محبتهم وتعظيمهم لله.

كما أن وجود الله يعد التفسير الوحيد للتساؤل عن: لماذا يوجد الكون بدلًا من لا شيء؟ ويعد التفسير الأدق في تفسير الضبط الدقيق في الكون، كما أن ضرورة وجود الله (عز وجل) هي الدليل الأول للقيم الأخلاقية الموضوعية، فإنه دون إله لا توجد مرجعية ثابتة وحيدة، ولا يمكن تحديد الخير من الشر، وأخيرًا إذا كان الله غير موجود وليس هناك خلود فإن كل أعمال الشر ستذهب دون عقاب، وكل التضحيات ستذهب دون ثواب!

إن من أكثر الأسباب التي أدَّت إلى الكثير من الإلحاد هو سؤال الشر، لماذا توجد المعاناة والألم في العالم؟ فالملحد ينفي وجود الإله لمجرد وجود الشر وكأنه رد فعل غضبي وانتقامي موجَّه إلى الله (سبحانه وتعالى)، أو إلى الدين أو إلى المتدينين، وسبب رد الفعل هذا هو غياب أسس وحقائق عن الذهن، فتجده لا يدرك حقيقة الحياة الدنيا وأنها دار ابتلاء وامتحان وليست جنَّة أو نعيمًا.

لهذا قدَّم لنا الكاتب الأسس الغائبة عن عقول الناس والتي قد تؤدي بهم إلى الإلحاد بسبب غيابها، كما يقدِّم الإجابة عن بعض الأسئلة التي تخص “مشكلة الشر” كما تُعرف بين الملحدين.

أحمد حسن، مصري الجنسية، وهو مهندس معماري، مختص ومحاضر في مواضيع اللا دينية والإلحاد، ومدير البحث العلمي بمركز دلائل، ومن مؤلفاته: “الميديا والإلحاد”، و”أقوى براهين الدكتور جون لينكس في تفنيد مغالطات منكري الدين”، و”السينما واللاوعي”.