الإبدال الحديث
الإبدال الحديث
يشمل الإبدال كل التغييرات التي تطرأ على بنية الكلمة ومادتها، وهو عمل تخفيفي يجعل الكلمة ممهَّدة مقبولة، ولا فرق فيه بين الاسم والفعل لأنه صفة لفظية لا تمتُّ إلى المعاني بصلة.
وللإبدال موانع، لو وجدت في اللفظة وجب عدم الإبدال، وهي خمسة، أولاها وجود حرف مد قبل حرف العلة مثل: طاوس وديوان، ووجود حرف مد بعد حرف العلة مثل: طويل وبيان، وتوالي حرفين معلولين فيكون تواليهما مانعًا لإعلال كليهما مثل: الحيا والهوى، وأن يكون الحرف أول الكلمة مثل: يمن ويسر، ووجود امتياز للصيغة يقتضي المحافظة عليها لتؤدي المعنى المقصود، فإن كانت في الفعل المجرد منعت الإبدال مطلقًا وهي: صيغ تدل على حية مثل: غيد، وصيغ تدل على عيب مثل: عور، وصيغ تدل على مكث مثل: هيؤ، وصيغ تدل على خلوِّ مثل: صدي، وصيغ تدل على امتلاء مثل: روي، وإن كانت من الصيغ الزائدة في الأفعال، فهي كالآتي: إذا كانت مأخوذة من فعل مجرد ممتاز، فلا إبدال نحو: أغيدته، وإذا كانت الزيادة هي حرف علة فلا إبدال نحو: اعشوشب، وإذا كانت الزيادة للإلحاق كان إلحاقها غرضًا فلا إبدال نحو: جلبب، وإذا كانت غير ما ذُكر خضع للإبدال والتغيير نحو: استفاد.
والصيغ الممتازة في الأسماء هي التي تدلُّ على معنى أزيد من المسمى، وتُستعمل لغرض ما كالتعجب والتفضيل واسم الآلة والمرة والصفة المشبهة، وكلها لا إبدال فيها وإلا فقدت الغرض الذي جاءت له.
أما موجبات الإبدال فهي: ثقل الحركة على حرف العلة ثقلًا قويًّا نحو: قاضٍ ومبيع، ومخالفة حرف العلة للحركة قبله نحو: مقال ومجال، واجتماع حرفين متجانسين أو متقاربين نحو: سيِّد وصف، ولزوم تحريك حرف العلة لتظهر الصيغة نحو: قائل وصحائف، والتنويع في الإبدال للتنويع في الصيغ نحو: قائل الاسم وقاول الفعل.
وقواعد الإبدال هي على الترتيب: الإدغام (وهو أقرب الصيغ التي لا إبدال فيها)، والإعلال بغير حذف، والهمزة، والحذف، والرد، والاعتبار.
الفكرة من كتاب كينونة اللغة العربية
ليست اللغة وسيلة للتفاهم وأداة لنقل المعاني فحسْب، بل هي تعبير عن مدنية الإنسان التي مكَّنته من اختراع هذه الأداة العظيمة لينقل بها مشاعره وأحاسيسه وأفكاره، ويؤلفَ شعوبًا ومدنًا وحضارة، وفي هذا العرض الموجز نستكشف عواملَ نشأة اللغات وكيف تنمو وتنتظم وتتطوَّر، ومن واضعها، وما وضعها وبنيتها، وندرس جانًبا من خصائص اللغة العربية وبعض المشكلات التي تواجه دارسيها.
مؤلف كتاب كينونة اللغة العربية
الدكتور عبد الفتاح بدوي: كاتب وعالم، يعدُّ كبار علماء الأزهر الشريف، وُلد بقرية طحلة مركز بنها بمحافظة القليوبية عام ١٨٩٨، درس في المعهد الأزهري بالإسكندرية، وحصل على شهادة الدكتوراه الملكية عام ١٩٢٩، وعمل مدرسًا بكلية اللغة العربية منذ عام ١٩٣٣ حتى وافته المنية (رحمه الله) عام ١٩٤٨.
ومن مؤلفاته: “كتاب في العروض والقوافي”، وله جهود وآراء متميزة في قضية الأضداد في اللغة، وكتب في التاريخ، وذكر الزركلي ترجمته في الأعلام.