الأهداف وأشياء اخرى
الأهداف وأشياء اخرى
كيف نصل إلى النجاح؟ ما مفهومه أصلًا؟
يبدأ النجاح بأفكار وطموحات وأحلام لا تعدو أن تكون خيالًا، ثم شيئًا فشيئًا تبدأ بالإعلان عن نفسها والظهور على السطح باعتبارها أهدافًا ملحة تحقق نتائج مطلوبة ومرجوة في المستقبل القريب أو البعيد، التي من شأنها أن تحسن من الحياة بشكل عام في جوانبها المتعددة، كالجانب الاجتماعي أو الأسري أو المالي، تحقيق تلك الأهداف هو النجاح بعينه، رحلة طويلة نعم لكنها تستحق بالطبع.
أعتقد أنك أدركت من هذه المقدمة بالتحديد أهمية الأهداف والتخطيط لها ومعرفة الوسائل التي ستتحقق من خلالها، يمكنك أن تبدأ في تحديدك لأهدافك بتلك المهارات التي تحسنها والأدوات التي تملكها فذلك سيعطيك دفعة قوية وتقديرًا لنفسك تستطيع أن تنتقل به إلى ما بعده، حاول أن توسع دائرة تفكيرك في جميع جوانب حياتك كما ذكرنا، يمكنك أن تبدأ بأهم ثلاثة أمور تريد الحصول عليها بشدة مثلًا، فكتابة الأهداف ورؤيتها أمامك على الورق تساعدك على تصورها وانطباعها في ذهنك، أيضًا حدد مكانك من الهدف فقد تكون في منتصف طريق الوصول إليه وقد تكون في البداية وقد تكون على مقربة منه، حدد مكانك الحالي وأين تريد أن تصل تحديدًا، من المهم أيضًا أن تحدد موعدًا للأهداف بشكل عام لتتمكن من تقييم عملك وتقييم الهدف أيضًا كل فترة، وكلما كانت خطتك واضحة مرتبة من الأهم إلى المهم ومرنة تقبل التعديل، ساعدك ذلك على قياس نجاحاتك وإدراك سقطاتك وهفواتك، أيضًا مهارة التعامل مع الوقت بشكل عام واستثماره أفضل استثمار مما يعين المرء على تحقيق أهدافه..
فالاهتمام بالوقت سمت الناجحين وصفة من صفات العلماء المبدعين على مر الأزمنة وفي مختلف المجالات، نذكر هنا قولًا للحسن البصري يقول: يابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، وقال أيضًا: أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم.
سأقترح عليك أمرًا قد يبدو سخيفًا بالنسبة إليك للوهلة الأولى لكنه سيساعدك كثيرًا على العمل بجد على تحقيق ما تريد، تصور نفسك وقد حققت هدفك، تخيل نفسك وأنت تتسلم مفاتيح سيارتك الجديدة التي قضيت أشهرًا تدخر لها، أو سعادتك وأنت تنهي اختبارات الجامعة بعد أن قضيت الليالي تنظم جداول وتلتهم كتبًا لا نهاية لها، أو وأنت تفتح شركتك الجديدة بعد تخطيط طويل وعمل مجهد، بالطبع لن تقضي وقتك كله تتخيل على حساب العمل ولكن ذلك سيساعدك كالوسائل الأخرى.
الفكرة من كتاب فن التفوق والنجاح
خُلق الإنسان مريدًا وراغبًا وساعيًا، إلى الخير أو الشر لا يهم هذا الآن، المهم أن تفهم أن في أصل تكوينك إرادة ورغبة.. تريد الطعام، تريد الشراب، تريد النوم، تريد الراحة، تريد اللعب، تريد مالًا، تريد زوجة وأبناء.. وهكذا، لذا لا تصدق من يقول لك أنا لا أريد أن أفعل شيئًا ولا أحقق شيئًا، لأنه في حقيقة حياته يفعل ذلك، اختلاف مسميات فقط، تلك احتياجات تنطلق من إرادات تتبعها أفعال، والنجاحات الأخرى الُمتعارف عليها من نجاح دراسي أو نجاح مادي أيضًا تنطلق من إرادات وتتبعها أفعال، لذا تجد فصولًا في الكتب التي تتحدث عن النجاح وتحقيق الأهداف تحت مسمى النجاح في اكتساب العلاقات، والنجاح مع الأسرة أو الزوجة والأبناء وهكذا، لذا فالمفهوم واسع.. إرادة وحركة، أما النتائج فذلك موضوع آخر لا يحب الكثير منا التطرق إليه، لأنه يشمل احتمالات والاحتمالات لا يحبذها الكثير، أم أقول لك إننا نسعى نحو الكمال الإنساني! تعال نتجول معًا بين ثنايا هذا الكتاب البسيط لنفهم أكثر.
مؤلف كتاب فن التفوق والنجاح
أحمد البراء الأميري، وُلدَ في 7 أغسطس 1944 في لبنان، وفي عام 1967 حصل على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق وليسانس الشريعة عام 1972، كما حصل على ماجستير الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1982.
درّسَ اللغة الإنجليزية في سوريا والسعودية، وعمل في الترجمة لمدة ثلاث سنوات، كما درّسَ اللغة العربية لغير الناطقين بها لمدة عشر سنوات، ويُدرِّس الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود، وأما عن التأليف فقد نُشرت العديد من مقالاته وقصصه المترجمة وقصائده في المجلات والصحف العربية مثل: الفيصل والمجلة العربية والمسلمون والبلاغ والمجتمع وأهلًا وسهلًا، كما شارك في عدد من المؤتمرات الأدبية والإسلامية، ومن مؤلفاته:
اللياقات الست: دروس في فن الحياة.
أيها الأصدقاء تعالوا نختلف.
أريد أن أعيش أكثر من حياة.