الأهداف السامة والرغبات الحقيقية
الأهداف السامة والرغبات الحقيقية
إن الأهداف السامة تجعلنا نتخلَّى عن الاستمتاع باللحظة الحالية واستبدال تفكير ملوَّث بها يتطلَّع إلى المستقبل بخوف أو يغرق في الماضي، وهذه الأهداف تقلِّل من جودة الحياة منذ اللحظة التي تحدد فيها، وتشجع على النظر بمثالية، أما الرغبات الحقيقية فهي تعبير عن الصفاء والحكمة والسعادة الفطرية، لأنها جزء من اتباع الفضول والحدس والانبهار، فهي الأمور التي نريدها لأجل ذاتها.
وكنتيجة لهذا لا نشعر بالقلق أو النقص في الرغبات الحقيقية، ولا نفكر أن أحلامنا ستتحقق كلها عندما نحقق هذه الأهداف التي تجعلنا ننظر إلى الأحداث بواقعية ونستمتع بالرحلة أكثر من النتيجة، فقد أديت ما عليك، فهذه الأهداف أدوات مفيدة جدًّا لشحذ الانتباه وزيادة التركيز وتنظيم الموارد وقياس التقدم، لكن كأي أداة أخرى الاستخدام غير الصحيح قد يؤدي إلى الضرر.
وغالبًا ما تأخذ الأهداف السامة أحد الأشكال الآتية: أريد هدفًا لأكون سعيدًا أو آمنًا أو ناجحًا، أو أريد هدفًا لكي لا أكون تعيسًا أو غير آمن بعد الآن، أو أريد هدفًا لأنني لا أعرف ما ينبغي عليّ فعله. كل أشكال الأهداف هذه قائمة على المعتقد الخاطئ بأن مشاعرنا تنبع من شيء آخر غير تفكيرنا المتشكل في اللحظة الحالية، ويستجيب الناس عادةً للأهداف السامة بطريقة من اثنتين: الكفاح والمجاهدة في تحقيق الهدف السام وفي النهاية الاستسلام لمشاعر الإحباط أو اليأس، أو النجاح في تحقيق الهدف السام والشعور بسعادةٍ مبدئية يعقبها الفراغ والنقص، ويتبعها تحديد هدفٍ آخر سامٍ غالبًا ما يكون أكبر وأفضل من السابق.
فالسمية تنبع من اعتقادنا أن الأمان يأتينا من هذه الأهداف؛ فنعتمد عليها ولكن الأمان ينبع من داخلنا، فلا حرج في السعي إلى النجاح المادي لكن على الأرجح ستستمتع به أكثر عندما تبنيه على شعورك بالأمان الداخلي والسلام العقلي الحقيقي، ولو حدَّد أحدهم لك هدفك الذي ينبغي تحقيقه كرئيسك في العمل فلا مانع، المهم ألا تبني سعادتك أو أمانك على هذا.
وبمجرد أن تسترخي وتسمح لفطنتك أن ترشدك لطريقك ولأهدافك الحقيقية، وتبدأ إدراك أنك لست بحاجةٍ إلى شيء خارج عنك لتكون بخير؛ ستدرك أيضًا أن ما من حاجة ملحَّة لاكتشاف رغباتك الحقيقية لأنها ستظهر في وقتها.
الفكرة من كتاب الكتاب الصغير للصفاء
إن الصفاء هو الحالة الطبيعية لذهنك، ولذا لو تركت الوحل يهبط إلى القاع سيصفو من تلقاء نفسه، ففي هذا الكتاب ينطلق بنا المؤلف ليخبرنا أن الصفاء يتعلق بما هو ضروري للمهمة الحالية.
فيأخذنا في رحلة ليخبرنا ما الصفاء، ولماذا هو أمر مهم، وكيف يعمل، وكيف يمكننا إيجاده والبدء في الاستفادة منه عبر ثلاثة أجزاء، فيتحدث عن القواعد الأساسية التي تحرِّكنا والدوافع العميقة وراءها وطرق التقدم لتحقيق الصفاء.
مؤلف كتاب الكتاب الصغير للصفاء
جيمي سمارت Jamie Smart: مؤلف ومتحدث بريطاني، نشأ في بيت يدمن أهله الخمر، وبدأ الشرب في الثانية عشرة من عمره، وفي أوائل الثلاثينيات قرَّر التوقف، ولكنه وجد نفسه يعاني مشكلةً في التفكير تؤدي إلى التوتر والاكتئاب، وأصبح فضوليًّا حول طريقة عمل العقل، فبدأ في استكشاف علم النفس الإيجابي.
ومن أهم مؤلفاته وكتبه:
الوضوح.
الكتاب الصغير للنتائج.
النتائج: فكر أقل أنجز المزيد.