الأهداف التشغيلية الثابتة
الأهداف التشغيلية الثابتة
مع الأهمية الكبرى التي توليها الشركات في تلك المرحلة للأهداف المرحلية كونها هي عامل التوحيد بين الأقسام وأنها ما يقوم بتفعيل العمل المتناغم فيما بينهم بما يسهم في زيادة الإنتاج، فإنه يجب على المديرين التنفيذيين أن يفهموا أنه لا تعارض بأي شكل من الأشكال بين ذلك الهدف المرحلي وأولويته لدى الشركة وبين أهداف أساسية دورية أخرى يحرص على مراقبتها وتنفيذها الفريق التنفيذي؛ حيث تختلف تلك الأهداف التشغيلية عن الأهداف المرحلية في كونها مستمرة وباقية ما بقيت الشركة، فهي الأساس لاستمرار الأعمال، وتكون غالبًا تلك الأعمال متعلقة بعوامل الربح داخل المؤسسة (تقليل نفقات أو زيادة إنتاجية أو مكانة الشركة في السوق أو إرضاء العملاء وخلافه)، بخلاف الأهداف المرحلية التي كما ذكرنا سابقًا لا يشترط وجود عوامل الربح أو العوامل الرقمية بالعموم في داخلها، لكن ذلك لا يمنع أن تكون في إحدى مراحل الشركة أن تكون أحد تلك الأهداف التشغيلية الثابتة هي أحد الأهداف المرحلية، وبخاصةٍ في حالة ظهور مشاكل الشركة، ولن يساعد على حلها إلا الاهتمام بأحد الأهداف التشغيلية، مع الأخذ في الاعتبار التفرقة بين مرحلية الأهداف المرحلية واستمرارية الأهداف التشغيلية الثابتة.
الجدير بالذكر أنه إذا كان أحد تلك الأهداف التشغيلية هو الهدف المرحلي في تلك الفترة للشركة فقد يجد الفريق التنفيذي بعض الصعوبات في تنفيذه من قبل الموظفين؛ حيث إن الاقتصار على تلك الأهداف التشغيلية لفترة من الزمن كأهداف مرحلية، فإنه في البداية يفقد مصداقية الفريق التنفيذي لدى الموظفين خصوصًا عند الأزمات الحقيقية، فمع تصور وضع الأهداف التشغيلية، ذات المدى الدائم، كأهداف مرحلية، ذات مدى محدد، يؤدي إلى تولُّد لا مبالاة لدى الموظفين عند التعرُّض لأزمات حقيقية، ومع ذلك فإذا كان بالفعل هناك توافق بينهم، فيجب على الفريق التنفيذي التوضيح لجميع الموظفين بشكل شامل وبسيط لماذا يجب عليهم أن يركزوا على عمل يقومون به دوريًّا في تلك الفترة حتى لا تنهار الشركة مرة أخرى.
بعد الانتهاء من تحديد الأهداف المرحلية والعوامل المحققة لتلك الأهداف تأتي هنا المرحلة الأخيرة للفريق التنفيذي، وهي تقييم وقياس النتائج المحققة ومقارنتها للمستهدف، مع الأخذ في الاعتبار عدم الأخذ بالأرقام كعامل النجاح الرئيس، فكما قلنا سابقًا في نقطة الهدف المرحلي أن المقصود في العادة هو الكيف لا الكم، وإقحام الكم في الأمر قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق إنجازات عشوائية غير مدروسة قد تشارك أو لا تشارك في تحقيق الهدف المرحلي.
الفكرة من كتاب حرب العصابات في عالم المؤسسات: قصة عن القيادة تدمير الحواجز التي تحوِّل الزملاء إلى متنافسين
يبدأ جود كازينز عمله كمستشار إداري يعمل على حل المشكلات الإدارية التي تواجه المؤسسات المختلفة ذات القطاعات المتباينة المجالات، وأثناء القيام بعمله يجد أن هناك مشكلة رئيسة تؤرِّق العديد من العملاء الذين يستشيرونه ليقرِّر أن تلك المشكلة هي التي سيبدأ بالتركيز عليها في متابعة أعماله الاستشارية، وهي مشكلة العزلة والصراعات بين الأقسام المختلفة في المؤسسة الواحدة.
مؤلف كتاب حرب العصابات في عالم المؤسسات: قصة عن القيادة تدمير الحواجز التي تحوِّل الزملاء إلى متنافسين
باتريك لينسيوني خبير ومستشار إداري ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الاستشارات الإدارية لعدد كبير من الشركات والمؤسسات، وإلى جانب عمله كمؤلف، يعمل بالمجلس الوطني لإدارة مؤسسة “ميك أويش” الأمريكية، كما أنه أحد المساهمين في مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.
معلومات عن المترجمة:
هبة نجيب مغربي: تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية عام 2006، عملت في بداية حياتها في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية”، ثم “مؤسسة هنداوي” كمراجع ثم منسق لقسم الترجمة، ولديها العديد من الكتب المترجمة في سلسلة مقدمة قصيرة جدًّا، إضافةً إلى كتب أخرى كـ”ماري كوري وعلم النشاط الإشعاعي”، وغيره.