الأنبياء
الأنبياء
لم ينجُ أحد من الأنبياء الأُوَل من التلطيخ من قبل اليهود، فنوح يسكر حتى يفقد وعيه، ولوط تضاجعه بناته وهو سكران، ويخدع يعقوب أباه إسحق، فينال البركة ويصبح نبيًّا مكان أخيه عيسو، ويزني النبي يهوذا بامرأة ابنه، وفي بيت نبي الله داوود يزني هو بزوجة أحد ظباطه ويرسله للحرب ليموت حتى لا يفتضح، بينما يغتصب الأخ أخته، والابن يزني بزوجات أبيه أمام جميع إسرائيل.. هكذا كانت قصص الأنبياء في التوراة، مما يعافه العاميّ فما بالك بأنبياء الله الصالحين!
ويستعرض الدكتور مصطفى محمود من التوراة أيضًا نصوصًا تتكلم عن خشوع داوود لربه وشهامته ونبله وضبطه لنفسه وتبتل سليمان وإيمان أيوب الصادق بما ينافي تمامًا الروايات السابقة، ثم يتساءل عن أي الصورتين نصدق إذ لا يمكن جمع الحالين معًا!
إن المدافعين عن التوراة يقولون بأن هذه القصص حقيقية وهي من حكمة الله أن يرسل إلينا بشرًا عاديين يخطئون مثلما نخطئ فيكونوا مثالًا لنا لنتوب ولا نراهم في هالة غير بشرية، وأن الإنسان ابن النقص والخطيئة وأجمل ما فيها هذه النصوص هو صدقها وعدم إنكارها الوقائع، ويرد الكاتب بقوله: إن كلام هؤلاء مردود عليهم فكيف يهدي الله جماعة من الضالين بضال مثلهم وكيف يدعو الأنبياء للوصايا العشر التي تبدأ بألا نسرق ولا نقتل ولا نزني ثم يكونون هم أول من يقتل ويسرق ويزني؟! فما تلك الكبائر بأخطاء أنبياء فإن الصالحين من العوام لا يقعون بمثل ذلك، فما بالك أن يقع فيه الأنبياء الذين اختارهم واصطفاهم الله ليكونوا قدوة للناس يهتدون بهديهم!
أما خطايا الأنبياء فهي نوع من الحسنات في عُرفنا ويضرب مثلًا بذلك أنك إن تصدقت بنصف مالك كان ذلك إحسانًا، أما النبي فذلك قد يكون عنده خطيئة فيتصدق بكل ماله ولا يبقى له إلا الكفاف، وسليمان الحكيم على حق إذ يقول في سفر الأمثال: “شهوة الأبرار هي للخير فقط”.
الفكرة من كتاب التوراة
يأخذنا مصطفى محمود في جولة بين نصوص التوراة وحديثها عن الله والملائكة والأنبياء، وما فيها من نبوءات لآخر الزمان، وموقف اليهودية من الأجناس الأخرى، وموقف الإسلام والمسيحية منها، ليصل في النهاية إلى جواب السؤال المهم: هل التوراة بشكلها الحالي هي كلام الله عز وجل حقًّا؟
مؤلف كتاب التوراة
مصطفى محمود (27 ديسمبر 1921 – 31 أكتوبر 2009)، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
ألف أكثر من 80 كتابًا منها:
الله.
سواح في دنيا الله.
أكذوبة اليسار الإسلامي.
الإسلام السياسي والمعركة القادمة.