الأمير وبداية الثورة الخطابية
الأمير وبداية الثورة الخطابية
عقدت بعض قبائل الريف اجتماعًا سُمِّي باجتماع “القامة” لدراسة تسيير القوات المحشودة في المعارك التي سيتم خوضها مع الإسبان، ويُرجَّح أن هذا الاجتماع كان ما بين عامي 1920م و1921م، ولكن رأى المُجتمعون أن خوض المعارك يتطلَّب تعيين قائد لها، وقد وقع الاختيار على محمد بن عبد الكريم الخطابي، ليتم تنصيبه أميرًا وتأسيس الجمهورية الريفية وعاصمتها أجدير، ليبدأ ابن عبد الكريم بتوجيه أنصاره إلى فكرة التحرير وليس فقط المقاومة، وكذلك اجتماع كلمة القبائل كلها للدفاع وليس دفاع القبيلة عن أرضها فقط، وكانت هذه النقلة فارقة، إذ تحوَّلت معارك المقاومة من طابعها القبلي الذي كان لصالح الإسبان إلى طابع الوحدة.
وتطرَّق الكاتب إلى ما حدث بعد ذلك عام 1921م عندما هاجم محمد بن عبد الكريم الخطابي بقواته الصغيرة التي لا تتعدَّى ثلاثمائة مقاتل نقطة عسكرية تابعة للإسبان أسفرت عن مقتل نصف الحامية العسكرية الإسبانية واغتنام قطع عسكرية ومعدات حربية، لينضم المتطوعون من القبائل إثر ذلك النصر إلى مركز قيادة الثوار بأرض تمسمان، وتبع ذلك انتصار ضخم، وهو انتصار معركة أنوال الشهيرة، واتسعت بذلك حلقة الجهاد لتشمل قبائل بني ورياغل وتمسمان وبني توزين وبني سعيد ومعظم الشق الشرقي من سلسلة جبال الريف.
اجتهد محمد بن عبد الكريم الخطابي للتغلُّب على الحساسيات القبلية، وعمل على تنظيم المُجاهدين والفرق العسكرية، فاستطاع بذلك أن يحقِّق معجزة توحيد قبائل الريف الشرقي وقبائل غمارة وجبالة في الشمال، ما عُدَّ تعزيزًا قويًّا للثورة، إذ كان يضم نحو 14 قبيلة مثَّلت ما يتعدى مائة ألف نسمة ومساحة خمسة آلاف كيلو متر، لتُضاف هذه المساحة إلى إقليم الريف الذي كان يتخطَّى الثلاثة آلاف كيلو متر فتصبح بذلك المساحة المُحرَّرة أكبر من ضعف المساحة المُحتلة.
الفكرة من كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
في أقصى المغرب العربي حيث تقع أحد بلاده تحت استعمار أوروبي، خرج مُناضل ريفي على رأس فئة قليلة من المُجاهدين يُعلن دولته علانيةً أمام تجاهل القوى الإسبانية الكبرى، ليُنزل بجيوشهم المنظمة هزائم فادحة ويفاوضهم على أسراهم، لتنقلب الأوضاع وتشتعل الأحداث بعدما حاصرهم وأذلَّهم، إنه الأمير الريفي المغربي محمد بن عبد الكريم الخطَّابي.. في هذا الكتاب يستعرض المساري تاريخه وسيرته.
مؤلف كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
محمد العربي المساري (1936-2015): مؤرخ وصحفي وسياسي مغربي، عمل رئيسًا للتحرير في جريدة العلم المغربية، ثم اتجه إلى السياسة وانتُخب نائبًا في البرلمان، وفي عام 1974م عُيِّن وزيرًا للاتصال، كما عمل سفيرًا للمغرب بالبرازيل.
له عدة مؤلفات أهمها:
جدلٌ حول العرب.
مع فتح في الأغوار.
معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية.