الأمن المائي العربي

مع دخول العالم القرن الحادي والعشرين وفي ظل شرق أوسط يموج بالصراعات للسيطرة على منابع الطاقة وبخاصةٍ النفط، يلوح في الأفق ثمة لاعب جديد، ألا وهو المياه العذبة، فبعد ما كانت محدودة الأهمية أصبحت الآن هاجسًا يجب التعامل معه بجدية، فهي قضية حياة أو موت، فالماء شِريان الحياة، وعلى ذلك فإن كان عنوان القرن المنصرم هو النفط فإن عنوان هذا القرن بلا منازع هو الماء، ولذا سيكتسب الصراع أبعادًا أخرى ربما تتضاءل أمامه جميع الصراعات التي دارت رحاها حول النفط، فالعالم العربي وإن كان يسبح فوق بحيرة من النفط فهو يقع في أحلك مناطق الفقر المائي، مما يعطي قضية المياه بُعدًا استراتيجيًّا وأمنًا قوميًّا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومما يضفي على الأمر طابعًا جيوسياسيًّا أن قضايا الجفاف والفقر المائي دائمًا ما ارتبطت بقضايا الفقر والعوز ورفع تكلفة الحياة اليومية، ما يزيد من الصعوبات المجتمعية، وغالبًا ما تقود المتغيرات إلى الانجرار نحو مستنقع الحروب، على العكس تمامًا نجد الوفر المائي دائمًا ما كان مؤشرًا إيجابيًّا على فرص التنمية والازدهار والنماء، ففي الدول المتقدمة تزيد أنصبة المياه للأفراد مقارنةً بغيرها من الدول النامية، فدولة مثل فرنسا تملك ثروة مائية تعادل نصيب البلاد العربية مجتمعة من الموارد المائية العالمية.

كما أن قضية المياه في الوطن العربي لا تنحصر فقط في النواحي الاقتصادية، ولكنها تكتسب أبعادًا سياسية وقانونية بل وعسكرية أيضًا، تتمثَّل في العديد من المعاهدات والاتفاقيات التي تنظم عملية الاستفادة من الأنهار التي تمر عبر أكثر من دولة، لا سيما أن كل المجاري النهرية تقريبًا تنبع من مناطق غير عربية، وإذا أضفنا إلى ذلك اغتصاب الكيان الصهيوني لموارد مياه عربية في سوريا والأردن ولبنان والمياه الجوفية الفلسطينية، بالإضافة إلى سعيه الحثيث بصورة أو بأخرى للوصول إلى مياه نهر النيل، نجد أن قضية المياه في الوطن العربي اكتسبت طابعًا عسكريًّا أيضًا يتمثَّل في الصراع العربي الإسرائيلي.

مع تصاعد حدة الصراعات وبوادر الحرب الكلامية بين مصر وإثيوبيا والتوقعات المتشائمة بشأن مستقبل الأمن المائي العربي، يأتي هذا الكتاب ليوقفك على جذور القضية مستعرضًا جغرافيا المياه العذبة في العالم العربي ثم يعرِّج على مشكلات دول حوض النيل، ونهري دجلة والفرات ونهر الأردن، وأخيرًا يركِّز على الأطماع الصهيونية في المياه العربية.

رمزي سلامة: أستاذ الاقتصاد المتفرغ بقسم الدراسات المالية والجمركية، كلية التجارة، جامعة الإسكندرية، والمستشار الاقتصادي لمجلس الأمة الكويتي.

من أهم مؤلفاته: “اقتصاديات التنمية” و”مشكلة المياه في الوطن العربي: احتمالات الصراع والتسوية”.