الأمم المتحدة
الأمم المتحدة
الأمم المتحدة هي المنظمة الكبرى في التاريخ، إذ يتجاوز عدد أعضائها المئتين، ونشأت للوقاية من تكرار المساوئ التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.
تتكوَّن منظمة الأمم المتحدة من مجلس الأمن والجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومحكمة العدل والأمانة العامة ومجلس الوصاية الذي انتهت مهامه عام ١٩٩٤ بعد استقلال بالاو آخر إقليم كان خاضعًا لوصاية الأمم المتحدة.
يُعدُّ مجلس الأمن الضلع الأهم والجهاز المهيمن في الأمم المتحدة، وهو الذراع العسكرية والتنفيذية لها، يتكوَّن من خمسة أعضاء دائمين، هم: أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، وعشرة يتغيَّرون كل سنتين حسب التوزيع الجغرافي.
ويتشكَّل من أربع لجان: لجنة أركان الحرب.. مسؤولة عن وضع الخطط العسكرية، ولجنة نزع السلاح، ولجنة قبول الأعضاء، ولجنة الأمم المتحدة لقبول الأعضاء، وعندما يؤخذ التصويت فلا بد من موافقة جميع الأعضاء الدائمين إذا كانت المسائل موضوعية، أما إذا كانت مسائل إجرائية فيجب موافقة تسعة أعضاء على الأقل دون تفرقة بين الأعضاء، والفرق بين نوعي المسائل أن الموضوعية ترتبط بسؤال “ما” أي مناقشة الموضوع أصالة، مثل “ما حكم التدخُّل الروسي في أوكرانيا؟”، أما الإجرائية فترتبط بسؤال الكيفية مثل “كيف تتم إدانة التدخُّل؟”، والأمر لا يخلو من غموض وحيرة في أحيان كثيرة، والوظيفة الأساسية لمجلس الأمن هي حفظ السلام والأمن بطرق سلمية ثم اللجوء إلى الحلول العسكري، إذ إن بنود الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة غير ملزمة، وتتخذ شكل المفاوضات والتقارير والوصايا، ويقوم مجلس الأمن فيها بدور المصلح، بخلاف بنود الفصل السابع الرادعة للأطراف وتتخذ شكل عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية حتى للحرب.
وقد وُجِّهت العديد من الانتقادات إلى نظام الأمم المتحدة، منها أنها لم تحقِّق السلام الذي أُنشئت من أجله، فمنذ عام ١٩٤٥ إلى عام ١٩٧٦ وقعت ١٢٠ حربًا في ٧١ دولة، ومنها تضخُّم نسب الفساد المالي والإداري والرشاوى داخل منظماتها، ومنها أنها صارت أداة خاضعة للولايات المتحدة لتمرير مصالحها وهيمنتها على العالم، ويقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي: “ميثاق الأمم المتحدة لا تصلح إجراءاته وبنوده للصمود أمام عناد واشنطن”.
الفكرة من كتاب مقدِّمة في علم العلاقات الدولية
ويشبِّه المؤلف علم العلاقات الدولية بملعب كرة القدم الذي يكون فيه اللاعبون من الدول والمنظمات الدولية والشركات المتعدِّدة الجنسيات، ويكون القائد أو المدرِّب هو الأمم المتحدة، وتلعب القوانين الدولية دور الحَكم بين اللاعبين.
كذلك هناك محلِّلون لسلوك الدول والمنظمات، والتنبُّؤ بمصير العلاقات الدولية في المستقبل، ومنظِّرون لتقديم اقتراحات لحل المشكلات الدولية، أو لطرح نظريات لما ينبغي أن يكون عليه العالم، أما شعوب العالم فما هي إلا جمهور متفرِّج لا يحقُّ له النزول إلى ساحة الملعب.
ولعلَّ لفظة “السياسة الدولية” هي المصطلح الأدقُّ لذلك العلم لأنه يشمل دراسة الكيانات المحسوسة وليس فقط العلاقات، ويدخل ضمنه الفاعلون السياسيون غير الدول كالشركات والمنظمات، ولكن مصطلح “العلاقات” هو الأشهر بين الأكاديميين.
مؤلف كتاب مقدِّمة في علم العلاقات الدولية
نايف بن نهار: مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر، حصل على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة قطر عام ٢٠٠٨، وحاز درجة الماجستير في تخصُّص الفقه وأصوله عام ٢٠١١ من الجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا، ثم درجة الدكتوراه بالتخصص نفسه عام ٢٠١٤، كما حاز من الجامعة نفسها دكتوراه ثانية في العلوم السياسية عام ٢٠١٨، إذ قدَّم الدكتور نايف نظرية جديدة في علم العلاقات الدولية تسمَّى “الذراع الرادعة”، وحصل على ملكيَّتها الفكرية في السابع من فبراير عام ٢٠١٦.
من مؤلفاته:
– دعوى التلازم المنطقي بين الإسلام والعلمانية.
– نحو منهجية مقترحة لتأسيس علم الاستغراب.
– الصيرفة الإسلامية في دولة قطر.