الأمم العربية بين درع العلم وميدان العالم
الأمم العربية بين درع العلم وميدان العالم
إن التاريخ العربي يزخر بالأمجاد وقصص التقدُّم الذي شهده عالمنا العربي مقارنةً بالأمم الأخرى، لكن سرعانَ ما خبا ضوء هذه الأمجاد، وعلاها رمادُ الغفلةِ والركود، وطالت غفلتنا حتى ظنَّها الغرب طبيعة فينا، وجاء يبحثُ أسبابها وعواملها، فأرجعها تارةً إلى الدين، وأيُّ عاقل يرى الدينَ الذي هو نور النفس ووقودُها للعمل مُثبِّطًا ودافعًا للركود؟، كيف ونحن أرضُ الدياناتِ ومنبعها؟ وتارة أخرى يذكر المُناخ، وهل كان مُناخنا أقلَّ حدَّةً في عصورنا الذهبية؟ وهل كان إقليمنا غير هذا الإقليم يوم كانت بغداد مدينة النور، يوم كان المأمون يرعى جهابذة العلم من أمثال محمد بن موسى الخوارزمي واضع علم الجبر؟ والأمثلة كثيرة؛ فمن بطوننا خرج ابن النفيس صاحب رسالة الدورة الدموية، وابن الهيثم الذي ألَّف الكثير في علم الضوء، وجابر بن حيَّان الذي ألَّف في علم الكيمياء، وملكنا الكثير من الصناعات في المجالات الحربية والفنية.
لكن ترنَّحت هذه الحضارة شيئًا فشيئًا، ونهضت الأمم الغربية على قوائم العلم الذي سخَّر لها البُخار والكهرباء اللذين أسهما في النقل والصناعة والإضاءة، بل والتسلية، وتوقَّفت عجلتُنا عن التقدُّم عندما صدئ سلاحُ العلم لدينا، وهذه دعوة لنحته من جديد، واستخدامه لدرء الأوبئة والفساد، وإصلاح البلاد العربية وانتشالها من قاع المرض والجهل ونصل بها إلى المجد والرفاهية.
الفكرة من كتاب العلم والحياة
في هذا الكتاب، جمع الدكتور علي مشرفة عدَّة رسائل له خطَّ فيها ملامح العلاقة الوثيقة بين العِلم وجوانب الحياة المُختلفة، ودوره الرئيس المهم في تطوير هذه الجوانب والنهوض بها، بدلًا من اتباع الحلول الوهمية التي لا تصلح للتطبيق على أرض الواقع.
مؤلف كتاب العلم والحياة
الدكتور علي مصطفى مشرفة: عالم فيزياء نظرية مصري، حصل على دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن عام 1923، ثم كان أوَّل مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم بإنجلترا من جامعة لندن سنة 1924، لُقِّب بأينشتاين العرب لأن مجال بحثه ودراسته كان مُشابهًا لموضوعات أبحاث ألبرت أينشتاين، وعُيِّن أستاذًا بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثمَّ انتخب عميدًا لها سنة 1936، تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر منهم: سميرة موسى، وله مؤلفات عديدة قصد فيها إبراز أهمية العلم تُخاطب المُواطن البسيط: مثل كتاب “نحن والعلم”، وكتاب “العلم والحياة”، وله مؤلفات أخرى في مجالات الفيزياء والرياضيات مثل: كتاب “النظرية النسبية الخاصة”، وكتاب “الهندسة وحساب المثلثات”.