الأمر كله يدور حول التكيُّف الزوجي
الأمر كله يدور حول التكيُّف الزوجي
يرتكز نجاح الزواج على عملية التكيُّف الزوجي، ويعد التكيُّف الجنسي أول أبوابه، فالمعرفة الجنسية ودرجة ارتياح الزوجين للتجربة الجنسية الأولى لهما علاقة وثيقة بنجاح الحياة الزوجية، لكنه كذلك ليس سوى مظهر من بين مظاهر أخرى عديدة للسعادة الزوجية، كعادات الزوج والزوجة، وإخلاص كليهما للآخر، وعلاقتهما بالأسرتين المتصاهرتين، وكذلك أسلوبهما في تمضية أوقات فراغهما.
يجب التطرُّق كذلك إلى أن العلاقة الزوجية تتخلَّلها مسؤوليات داخلية، ويعني ذلك ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر مثلًا، وذلك لأن مشكلة النظافة قد تتسبَّب في مشاكل أكبر تجعل الشريك يظن أنه أساء الاختيار، وكذلك التوازن في الإنفاق، وبالطبع الحالة المادية نفسها، كما يُنصح بألا يفيض الزوج في التحدث عن همومه بشكل دائم، لتفهم المرأة بذلك أنه كان متماسكًا شجاعًا عمل على تجنيبها همومًا استطاع احتمالها وحده.
نصل هنا إلى أن المشكلة الجوهرية بين الزوجين منذ بداية الحياة الزوجية تكمن في ضرورة اهتمام كلٍّ منهما بالآخر على نحو ما يهتم بنفسه، وأن يعمل جاهدًا على التخلُّص من “النرجسية” والكِبر المخادع الذي يظن به كل طرف أنه بذلك يحافظ على استقلال شخصيته ورأيه، لكنه لا يعمل إلا على تدمير الثقة بينه وبين شريكه وتأخير مدة التكيُّف الزوجي.
وبالحديث عن الصراع الزوجي، فيجدر بالزوجين إدراك أن الصراعات والاختلافات هي أمر لا بد منه طيلة الحياة الزوجية وبخاصةٍ في البداية، لكن المهم هنا هو النتيجة التي ستفضي إليها هذه العملية ما بين اختلاف ونزاع حاد له نتائج أكثر سلبية، أو اعتباره وسيلة “عنيفة” للتفاهم ينتج بعد ذلك الصلح والتوافق في المشكلة، ويكون ذلك بسرعة حصر النزاع واحتوائه وتوضيح نقاط التوافق بينهما والتوصل إلى عادات سلوكية مشتركة، ودون ذلك ستشتدُّ ضروب الصراع بينهما لتصبح نزاعات يومية، وما إذا أصبحت هذه النزاعات مزمنة، فسيصبح التوتر هو الجو السائد.
الفكرة من كتاب الزواج والاستقرار النفسي
يدخل المرء مرحلة جديدة في حياته ليفكِّر في الزواج، وما إن يبدأ خطوته الأولى حتى يجد الطريق وعرًا فيخشى تقلُّباته وفشل زواجه، ومن ناحية أخرى هناك من بدأ حياته مع شريكة حياته وتزوَّجا بالفعل، ولكن في أثناء محاولتهما بناء تكيُّف زوجي وتحقيق السعادة التي حلما بها فترة الخطوبة يجدان صدمات الواقع ومسؤوليات مرهقة لتضرب بأحلامهما عرض الحائط مع خلافاتهما التي لا تنتهي، ما الذي يجري حقًّا؟ وهل هناك خطى تجنِّبنا فشل الزواج أو دخوله إلى مرحلة السأم المعتادة، ما بين محاولة البحث لزواجٍ ناجح وشريك مثالي للمقبل على الزواج، واستمرار زواج مرضي للمتزوِّجين فعلًا.. تجد هنا الجواب.
مؤلف كتاب الزواج والاستقرار النفسي
زكريا إبراهيم: مفكر وكاتب مصري حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون بفرنسا، كما حصل على درجة الماجستير بجامعة القاهرة، وقد عمل أستاذًا للفلسفة فيها، وله أكثر من 35 مؤلفًا في مجالات الفلسفة والتربية وعلم النفس والاجتماع، ولعل من أشهر مؤلفاته:
تأملات وجودية.
سيكولوجية المرأة.
سلسلة مشكلات الفلسفة.