الأمراض والقدرات المعرفية
الأمراض والقدرات المعرفية
أثبتت الدراسات الحديثة أن الأمراض المتعلقة بالدماغ كالألزهايمر ليس لها سبب منفرد ولكنها متعددة العوامل، أي أنها ناتج تفاعل العديد من الظروف البيئية والأمراض المختلفة، ومن بين هذه العوامل يأتي السكري كأحد الأمراض الرئيسة، وينشأ نتيجة الخلل إما في إفراز الأنسولين وإما في استجابة الخلايا له، فتضطرب مستويات سكر الدم، ويحدث هذا الخلل نتيجة لاضطرابات الطعام أو الاستعداد الجيني أو اضطرابات المناعة، ويتصاعد المرض من حالة مقاومة الأنسولين أو مقدمات السكري ليتطور في النهاية إلى مرض السكري، وتربط علاقة وثيقة بين الألزهايمر وبينه، إذ أن الجلوكوز هو الغذاء الرئيس للدماغ كما ذكرنا سابقًا، لذا فاضطرابات سكر الدم تؤثر سلبًا في عمليات البناء والهدم داخل الدماغ، مما يؤثر في المهارات المعرفية المختلفة مثل: التذكر والتركيز.
كما تم ربط أمراض مثل التهابات اللثة باختلال الوظائف المعرفية، إذ تُفرز مواد في مجرى الدم لها القدرة على تشتيت نظام الدماغ للتخلص من السموم، بل وتؤدي إلى مهاجمته الخلايا السليمة، ومن الجدير بالذكر أن استخدام فرشاة الأسنان له أثر فعال في الوقاية من تسوس الأسنان والتهابات اللثة، كما تسود العديد من الاعتقادات الخاطئة عن الأمراض النفسية، منها أن تأثيراتها أقل حدة من الأمراض الجسدية، وعادة ما تؤدي هذه الافتراضات إلى دفع المرضى بعيدًا عن تلقي العلاج، وأثبتت الأبحاث أن تأثير الأمراض النفسية في الدماغ أكثر حدة من الأمراض الجسدية.
وتم تحديد ثلاثة أمراض على وجه الخصوص لما لها من أثر بين، وهي: الاكتئاب والاضطراب الثنائي القطب والقلق، وتحدث هذه الأمراض عادة نتيجة الخلل في توازن كيمياء الدماغ، كما أوضحت دراسات عديدة أن الأحداث المؤلمة تؤثر كذلك في عمل الدماغ وفاعليته.
الفكرة من كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
في عالم مليء بالمشتتات بأنواعها كافة، ومع نمط حياة متسارع، أصبح على أدمغتنا التكيف مع الكثير من الأمور، وحتى المهمات اليومية والأولويات تغيرت على مدى القرون الماضية، فبعدما كانت تتمحور حول النجاة لدى أسلافنا القدامى، أصبحت أولوياتنا أكثر تعقيدًا، وتحولت المخاطر من الموت بالجوع أو البرودة الشديدة إلى المخاطر الصحية المتعلقة بالأطعمة السريعة، أو مخاطر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في جودة الحياة النفسية.
فكيف تأقلمت أدمغتنا مع كل هذه التغيرات؟ وهل مع تحسن جودة الحياة الصحية ستتمكن أدمغتنا من البقاء في مرحلة الشباب لوقت أطول أم هل من المحتم أن نخسر ذكرياتنا وقدراتنا مع التقدم في العمر؟ وما العلاقة بين الدماغ وصحة باقي أجزاء الجسم؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة المشوقة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
مارك مليستين: خبير في صحة الدماغ، ومتحدث معترف به دوليًّا، حاصل على الدكتوراه في مجالي الكيمياء الحيوية والجزيئية، وأجرى عديدًا من الأبحاث في عدة اختصاصات مثل: علم الأعصاب، والجينات، والأمراض المعدية.
ملحوظة:
لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.