الأمراض “النفسية” العصابية
الأمراض “النفسية” العصابية
إن العُصاب نوع من أنواع الخوف الذي يؤدي إلى اضطراب في الشخصية وفي الاتزان النفسي، ويندرج تحت هذا النوع أمراض القلق النفسي والوسواس القهري والهستيريا والاكتئاب التفاعلي والمخاوف.
القلق
تتفاوت حالات القلق التي يمر بها الإنسان زيادة ونقصانًا تبعًا لأحداث الحياة، وللقلق نوعان: طبيعي صحي خُلقنا به، لا يعطل الحياة بل باختفائه أو فقدانه يصبح الإنسان متبلدًا مريضًا، ونوع آخر مرضي مسيطر على الإنسان، أساسه الخوف من المجهول ويصاحبه التوقع السيئ للأمور.
يمكن لأي إنسان أن يصاب بحالة من القلق حين يكون لديه الاستعداد له، ثم يتعرض بعد ذلك لضغوط تفوق قدرته على التحمل.
الوسواس القهري
ولعله من أكثر الأمراض العصابية إيلامًا وتعذيبًا لصاحبه، ويأتي على شكل فكرة أو صورة أو رغبة اندفاعية أو طقوس حركية تسيطر على ذهن المريض وتقتحمه ضد إرادته، وهو على يقين تام بتفاهتها، ولذا فهو يحاول التخلص منها بطردها عن ذهنه وتوقف التفكير فيها، لكنه لا يستطيع.
المخاوف
إن الخوف شعور طبيعي، تختلف أسبابه من شخص لآخر لكنه يبقى شعورًا مشتركًا، وما يقصده الكاتب هنا تلك المخاوف غير المبررة من أشياء لا تشكل خطورة أو تهديدًا تصل بالمريض إلى حد الهلع والذعر والصراخ. المعرفة الكاملة بطفولة المريض، والأحداث التي مرت به، ومعرفة نوع شخصيته والظروف التي يعيش فيها، وإلى أي مدى تعوق هذه المخاوف حياته كل ذلك يجعل الطبيب قادرًا على تحديد أسلوب العلاج.
الهستيريا
مصدرها العقل الباطن، وقد تأتي في صورة شلل للأطراف، أو في صورة فقدان للذاكرة أو البصر أو الوعي، أو في أي صورة تعبيرية أخرى كوسيلة للهروب من مواقف تفوق قدرة الإنسان على مواجهتها والتعامل معها.
وهناك نوعان من الاستجابات الناتجة عن الهستيريا:
النوع الأول: الاستجابة التحولية
وفيها تتحول المتاعب النفسية إلى مرض عضوي، فبدلًا من أن يقول المريض أنا قلق أو أعاني كثرة المشكلات، أو أنا خائف أو مهزوم يقول ذراعي تؤلمني، أو أنا لا أرى، أو يداي ترتعشان، وكل جزء من الجسم يمكن أن تلبسه الهستيريا فيشكو منه المريض، وينسى تمامًا مشكلته النفسية بفعل عرض المرض العضوي المخترع من قبل العقل الباطن، ولكل عرض معنى، والمعنى يكشف عن السبب وراء هذه الأعراض.
النوع الثاني: الاستجابة الانشقاقية
وفيها ينشق الإنسان وينفصل عن نفسه وجسمه ويتحول إلى إنسان آخر تمامًا لا يعرف شيئًا ولا يتذكر شيئًا عن الإنسان الأول كأنه ولد من جديد، ولذا فهو يبدو كالتائه.
هناك عرض آخر يصف هذا النوع ألا وهو فقدان الذاكرة لساعات أو لأيام، لكل الماضي أو لفترة معينة، وتعدُّد الشخصيات أيضًا يعدُّ عرضًا لهذا النوع من الاستجابات، وإزالة هذه الأعراض ليس الحل الأول والأمثل في العلاج، وإنما تأتي في الدرجة الثانية بعد التحدث مع المريض ومحاولة فهم أسباب اللجوء لهذه الأعراض.
الاكتئاب
وله أنواع كثيرة: أبسطها الاكتئاب التفاعلي أو العصابي؛ تفاعلي بمعنى أنه يحدث نتيجة لضغوط أو أزمات حادة يتعرض لها المريض ويتفاعل معها بالاكتئاب. وتتمثل الأعراض في الشعور بالحزن، وعدم القدرة على الاستمتاع مع فقدان الأمل والإحساس بالضعف واضطراب النوم والطعام.
إن تغيير البيئة وتحسين الظروف وانفراج المشكلات أو حتى عامل الزمن كفيل بشفاء حالة الاكتئاب.
الفكرة من كتاب الطب النفسي
هناك حد أدنى من المعلومات الطبية لا بدَّ للإنسان أن يعلمه، وفي هذا الكتاب يطلعنا الكاتب على الأمراض النفسية وتأثيرها في الجسد والعكس، وعن الاضطرابات التي قد تصيب الشخصية عمومًا، وعن إمكانية تعرض الأم لاضطرابات نفسية في أثناء الحمل، وذلك بأسلوب بسيط بعيد عن المصطلحات الطبية المعقدة أو غير المفهومة.
مؤلف كتاب الطب النفسي
عادل صادق: طبيب ومؤلف مصري، وُلد في الـ 9 من أكتوبر عام 1943، وتوفي في الـ 14 من سبتمبر 2004.
منحته الجمعية الأمريكية للطب النفسي العضوية الفخرية، وأعقبتها بالزمالة الفخرية لأبحاثه المتميزة عام 1983، ثم في عام 1984 منحته الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن الزمالة الفخرية.
من أهم مؤلفاته:
مشكلات نفسية.
كيف تنجح في الحياة.
في بيتنا مريض نفسي.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.