الأمراض الجنسية وصولًا إلى الإيدز
الأمراض الجنسية وصولًا إلى الإيدز
تكتسب الأمراض الجنسية منذ القدم صفات القصاص أو العقاب الذي يصيب الفرد نتيجة الانحلال الأخلاقي، أو ينزل بالجماعة الفاسدة الفاسقة ذات الممارسات المنحلة الشاذة فقط، مع تجاهل تنوع أسباب انتشار المرض المختلفة.
والإيدز ليس اسم مرض، ولكنه يمثل مجموعة من الأمراض الانتهازية، أي الأمراض التي تصيب الجسم عند سقوط الجهاز المناعي، وكلمة الإيدز ثنائية الاستعارة وتعني الغزو كالسرطان، كما تعني التلوث، وذلك لأن الفيروس ينتقل من خلال سوائل الجسم المختلفة كالدم والسائل المنوي، ويُصوَّر على أنه مرض سالب للإنسانية، وذلك لما يسببه من تدهور في الهيئة الفيزيائية والنفسية للمريض، كما تُستخدَم كلمة “وباء” لوصفه، وهي دلالة على الشر الأكبر والمصيبة التي حلت كعقاب لا يمكن حله.
وتستخدم مع الإيدز الاستعارات العسكرية، فهو العدو المتسلل إلى المجتمع، ويُشبَّه هجوم الفيروس على خلايا المناعة بالغزو، إذ يكمن الفيروس في الجسد لسنوات طويلة ولا يُكتشَف بسهولة، لذا فهو ماكر لا يمكن قهره، ونتيجة لذلك أصبح الإيدز هو المتخفي الأول بدلًا من الزُّهَرِي، وعلى عكس السرطان، لا يمكن التنبؤ بمسار الإيدز الذي يعتمد على الوقت لا الجسد.
الفكرة من كتاب المرض كاستعارة
الاستعارة -اصطلاحًا- هي رفع المعنى من شيء وتحويله إلى آخر، تساعدنا الاستعارات على التحليل والتفسير أحيانًا، وقد تكون سببًا للتضليل وسوء الفهم أحيانًا أخرى، تحاول الكاتبة تجريد الاستعارات المتعلقة بالأمراض المختلفة من معانيها، وذلك من خلال تحليل ونقد الاستعارات المصاحبة للأمراض الشائعة التي اكتست بعديد من الصفات والصور واستُخدِمت في الأدب والسياسة وحتى اللغة اليومية.
فقد كتبت “المرض كاستعارة” على إثر إصابتها بالسرطان، إذ شعرت الكاتبة بالغضب من تلك الاستعارات حين عرفتها بعد إصابتها بالمرض، فقررت التضامن مع كل المرضى وتحريرهم من العبء النفسي والاجتماعي المصاحب للأمراض.
فما هذه الأمراض؟ كيف تُصوَّر الأمراض المختلفة في الأدب والروايات؟ وكيف تتغير النظرة إلى المرض مع تغير العصر؟ وهل تعد الأمراض الجنسية عقابًا؟ وكيف تستغل الأيديولوجيات السياسية المختلفة الأمراض لصالحها؟ وأخيرًا هل تعزل الأمراض الفرد عن المجتمع؟
مؤلف كتاب المرض كاستعارة
سوزان سونتاج: ناقدة وروائية ومخرجة وسيناريست ومؤرخة أمريكية الجنسية، حاصلة على ماجستير في الآداب من جامعة هارفارد، كما أنها عضوة في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، ولدت عام ١٩٣٣ في السادس عشر من يناير، وتوفيت عام ٢٠٠٤ بعد الإصابة بسرطان الدم للمرة الثالثة، لها عديد من المواقف الإنسانية كناشطة لحقوق الإنسان، ويذكر لها سفرها إلى مدينة سراييفو للتضامن مع المدينة في أثناء حصارها عام 1989 ومُنِحَت لقب مواطنة شرفية، كما حصدت عديدًا من الجوائز كجائزة السلام الألمانية للكتب وجائزة الكتاب الوطني، كما مُنِحَت وسام الفنون والآداب الفرنسي.
من مؤلفاتها:
الالتفات إلى ألم الآخرين.
أبعاد الصورة.
ضد التأويل ومقالات أخرى.
حول الفوتوغراف.
معلومات عن المترجم:
حسين الشوفي: مترجم له عديد من الأعمال، منها:
استخلاص وقصص أخرى.
الكتب في حياتي لكولن ولسون.