الأمان النفسي
الأمان النفسي
يجب أن تُراعى حاجة الطفل إلى التعاطف والأمان، وفي المقابل يجب ألا يتم التفريط في معاقبته لدرجة توصله إلى الدلال الفاسد، فمن ضمن الأخطاء التي يقع فيها الآباء هي عدم معاقبة الطفل على سلوكه الخاطئ الذي يصدر منه، وهنا لا يمكن للطفل أن يميِّز بين التصرُّف الصحيح والتصرُّف الخاطئ، كذلك توجد مشكلة عدم الإيحاء الإيجابي للطفل، بحيث إذا كان في ابنك صفة حسنة لا تلفت نظره إلى الصفة السيئة المعاكسة لها حتى لا ينتج عن ذلك تأثير عكسي، فمن المهم أن نوحي للطفل الإيحاء الإيجابي فقط، فنقول مثلًا أنت طفل مميز، وأنت طفل ذكي ومطيع، إذ إن الوصف الحسن هو الذي يجعل الطفل ثابتًا على سلوكه السليم.
ثم انظر إلى مستوى الأمان النفسي والعاطفي لدى طفلك وحاول إشباعه طوال الوقت، فالشعور الناتج عن عدم إشباع حاجة الطفل إلى الرحمة والحب والحنان يترك في نفسه آثارًا سيئة تؤثِّر في نفسه إلى أن يكبر، فالجميع في هذه الحياة يحتاج إلى الرحمة والاطمئنان والعطف، والأطفال تحديدًا ليسوا من دون مشاعر، بل هم بشر من لحم ودم ولديهم إحساس عالٍ حتى قبل إدراكهم للأمور!
وهناك أساليب تساعد الطفل على معرفة مدى حبك واهتمامك وتقديرك له، مثل وجود مساحة من المرح والترويح عن النفس، فلا تقيِّده حتى لا يختنق ويشعر أنك تملكه، كذلك أعطِ ابنك فرصة ليساعدك حتى يتعلم المسؤولية وابتعد عن تحقيره وشتمه، واتركه يُعبِّر عن رأيه وأشعره بقوَّته وأنه بإمكانه تحقيق ما يريد بالعزيمة والاجتهاد.
ولا تظن أن ابنك دائمًا صغير فتتجاهل مشاركته وتحرمه الفرص والمساحات، فالطفل الذي يقال له دائمًا أنت ما زلت صغيرًا ولن تستطيع فعل هذا، سوف ينشأ على عدم إبداء رأيه وخلوِّه من حس المسؤولية.
الفكرة من كتاب خطأ وأسلوبًا مرفوضًا في تربية الأطفال وأسبابها وكيفية علاجها
إن التربية السوية للأبناء هي مسؤولية الوالدين، فمن يزرع الخير في أبنائه سوف يحصده ولو بعد حين، ولكن حينما ينشأ الطفل على خلافات وتناقضات وأساليب قاسية في المعاملة، سينمو كل هذا الأذى بداخله حتى يكبر في المجتمع بشخصية هشَّة وغير متزنة، لذا على كل والد ووالدة أن يضعوا هدف التربية السليمة نصب أعينهم، وأن يكون غاية حلمهم هو النشأة الآمنة للأطفال.
قال النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته”.
مؤلف كتاب خطأ وأسلوبًا مرفوضًا في تربية الأطفال وأسبابها وكيفية علاجها
الدكتور ياسر نصر: حاصل على دكتوراه في الطب النفسي (كلية الطب – جامعة القاهرة)، مُدرِّب لمهارات الحياة الأسرية، واستشاري تربوي لبعض المدارس الخاصة، له العديد من الكتب العربية والمترجمة للفرنسية والإنجليزية، ومن مؤلفاته: “فن التعامل مع المراهقين”، و”طفلك والصلاة”، و”كيف تصنع طفلًا مميزًا؟”.