الأمان النفسي
الأمان النفسي
هناك قاعدة أساسية في التربية، وهي محبة الابن وزرع المشاعر الإنسانية بداخله حتى يصبح طفلًا مرهف الإحساس وليِّن التعامل، وأثناء العملية التربوية لا بد أن يتوافر الأمان العاطفي للأبناء حتى يستقرُّوا نفسيًّا، ومن أعظم ما يُوفِّر ذلك معرفة قيمة التقبُّل في عملية التربية وتنمية المحبَّة وغرسها في قلوب الأبناء، فلا بد للوالدين أن يحذروا من سحب كلمة المحبة كلما رأوا سلوكيات خاطئة، فهذا التصرف يؤدي إلى الخوف والاضطراب في شخصية الطفل، فينشأ على القلق والتهديد، لذا فلا بد للوالدين أن يحرصا على التماس وسائل الحب والحنان، كما أن الملامسة الجسدية لها أثر كبير في إضفاء الحنان والمحبَّة بين الوالدين والأبناء، لأنه من السهل أن يَدَّعِي المرء وجود العاطفة، لكن التطبيق العملي هو الذي يُثبت ذلك، أن الجفاء الحاصل من بعض الأمهات والأبناء قد ولَّد لنا أطفالًا مضطربين وواقعًا بائسًا، فينبغي الحرص على احتضان الطفل والتقليل من خوفه والعطف عليه حتى لا يُصاب بحالات نفسية معقدة، وما أجمل أن يستشعر الأبناء الحب حتى في حال العقاب!
كما ينبغي للآباء ألَّا يأخذوا كلمات الأبناء على نحو حسَّاس، فأحيانًا قد لا يميِّز الابن الألفاظ أو قد يتكلم بدافع المحبة، ولا ينبغي التهديد بالترك أو الهجر أبدًا مهما حصل، فهذا خطأ كبير يقع فيه البعض جاهلين بعاقبة هذا التصرف وتسبُّبه في إيقاظ شعور الخوف لدى الأطفال.
الفكرة من كتاب التربية العاطفية للأبناء
من المهم جدًّا الاهتمام بتربية الأبناء في جميع مراحلهم العمرية، ومن الجيد أن يستعين الوالدان بما ينمِّي عندهم المهارات التربوية، وأن يسعى كل والد ووالدة إلى التطلُّع على الخبرات السابقة والقراءة في هذا المجال حتى يتسنَّى لهم أن يستخدموا مناهج التربية السليمة مع أبنائهم.
مؤلف كتاب التربية العاطفية للأبناء
الدكتور سالم العجمي: كويتي الجنسية عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت، حاصل على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 2012م، وهو مستشار أُسري في محكمة الأسرة بوزارة العدل، وله برامج دائمة في القنوات الفضائية.
أبرز مؤلفاته: “كلمات من واقع الحياة”، و”وليسعك بيتك”، و”نزهة الخاطر”، و”ضحية معاكسة”.