الألوان بين الصحة والمرض
الألوان بين الصحة والمرض
تتوسَّع استعمالات الألوان فتخرج من حيز الإضاءة إلى التأثير في المزاج والمشاعر، بل ودخولها ضمن المنظومة العلاجية واكتشاف الأمراض!
يذكر الكاتب حالات مرضية متنوِّعة بين اكتئاب وهذيان ومرض السل الرئوي وحروق في الجسد وغيرها تم تهيئة أوضاع معينة لها بحيث تتعرَّض لرؤية مجموعة من الألوان حولها، اكتُشِفَ أن للألوان تأثيرًا إيجابيًّا وتحسُّنًا نفسيًّا لدى المرضى وتغيُّرًا حسيًّا ملموسًا في ضغط الدم مثلًا والانقباضات العضلية والمزاج النفسي، ولا توجد قاعدة عامة يمكن تطبيقها على كل المرضى، بمعنى أنه في حالة التعرض للون الأخضر فإنه سيحدث كذا، والسبب في ذلك راجع إلى الارتباطات الذهنية للألوان وفقًا لرأي أحد العلماء، فقد يذكِّرني اللون الأخضر بالطبيعة والصفاء، وقد يذكِّرني باحتراق الغابات، فتنشأ من هنا الذكريات المؤثِّرة في الاستجابة المختلفة للألوان.
حسنٌ.. هذا فيما يتعلق بمساعدة الألوان في العلاج، لكن كيف تساعدنا الألوان على اكتشاف الأمراض ابتداءً؟
ربما سيبدو لك الأمر غريبًا أو ضربًا من السحر والشعوذة، إلا إن المجتمع العلمي يعترف بما يُسمى بالـ”الهالة البشرية”، وأجرى التجارب في سبيل إثبات أن البشر تحيط بهم طاقة أو هالة معينة، وأن الجسد يرسل مجموعة من المجالات الكهربية أو المغناطيسية يمكن قياسها، بل ورؤيتها بأجهزة وطرق علمية وأخرى اجتهادية!
بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك وهو ما يعنينا، أن تلك الهالات لها ألوان، أي أطياف مرئية تدلُّنا بشكل أو بآخر على مدى الصحة أو المرض المصاب به الإنسان، فمثلًا وفقًا لتقسيم أحد العلماء قسَّم الهالة إلى داخلية وأخرى خارجية تتغيَّر بحسب المزاج أو المرض وتكون في أفضل حالاتها إذا كان لونها مائلًا إلى الأزرق أو الرمادي، واللذان يدلان من وجه آخر على تمتُّع العقل بالذكاء!
الفكرة من كتاب الألوان والاستجابات البشرية
لا بد أنه مر عليك يوم وشاهدت فيلمًا بالأبيض والأسود على شاشة التلفاز، ثم راودك سؤال طفولي ساذج: ترى كيف كانوا يعيشون هكذا؟
بالطبع لم تكن حياتهم بيضاء وسوداء ورمادية، فالألوان لم تكن أبدًا وليدة زماننا، بل إن الإنسان منذ الأزل يستعملها في أمور حياتية عديدة منها ما لا يمكن أن يخطر على بالك أبدًا، إلا إنها في القدم لم تكن تُستعمل للأغراض الجمالية كاليوم، ولم تكن لوحة الألوان موسَّعة، وإنما كانت مقتصرة على ألوان محدَّدة أساسية للتعبير عن أمور معينة.
فقد استعمل الإنسان القديم الألوان للزينة والعنصرية ولتمييز الآلهة، بل وتمييز الشعوب والثقافات والأعراق والطبقات الاجتماعية أيضًا، إضافةً إلى تمييز الطقوس كطقوس الزفاف والموت والبلوغ والنصر والهزيمة والسلام، إلى آخره، ولكلٍّ منها لون ولكلِّ لون دلالة، وما يتخذه بلد ما من لون معين للدلالة على معنى معين قد يتخذه بلد آخر على النقيض، وما زالت استعمالات الألوان على هذا النحو شائعة في بعض البلاد وعند بعض القبائل، بل وحتى في الأوساط العريقة ولدى الطبقات المثقفة، في خلال الفقرات الآتية سنحاول المرور على الآثار العديدة لوجود الألوان واستعمالاتها، والتي سلط الكتاب الضوء عليها.
مؤلف كتاب الألوان والاستجابات البشرية
فيبر بيرين: أحد أبرز المتخصِّصين والمستشارين في مجال الألوان وخصائصها العلمية والتاريخية والفنية، وقد كرَّسَ ٣٠ سنة من حياته في إجراء أبحاثٍ عن الألوان والاستجابات البشرية، ويعمل محاضرًا في مختلف أنحاء العالم، وباعتباره مستشارًا في استخدام الألوان فقد قدم استشاراته لعدد من المؤسسات والشركات الحكومية والمدارس والقوات المسلحة أيضًا.
من مؤلفاته:
Creative Color
Color: A Survey in Words and Pictures
The Symbolism of Color
Principles of Color: A Review of Past Traditions and Modern Theories of Color Harmony.
معلومات عن المترجمة:
صفية مختار: كاتبة وشاعرة ومترجمة، خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس بالقاهرة، ترجمت العديد من الكتب مع مكتبة جرير، وعملت مترجمة مع مؤسسة هنداوي للكتب، نشر لها العديد من الأعمال في صحف مصرية كـ”المصري اليوم”، وجريدة “الشارع”، ولها مجموعة قصصية بعنوان “وسال على فمها الشيكولاتة” عن دار “اكتب” للنشر والتوزيع، ومما ترجمته من الكتب:
المسار السريع للتسويق.
أقصى إنجاز لبراين تريسي.
المسار السريع للأمور المالية.
كما ترجمت بعضًا من روايات أجاثا كريستي وبعضًا من سلسلة “شوربة دجاج للحياة”، عن دار جرير.