الألم المتحيز
الألم المتحيز
ماذا إن بحثتم في الذاكرة عن أكثر الشكائين من الألم؟ بالتأكيد ستكون هناك امرأة أو أكثر في الإجابة، بشكل ما يمكننا اعتبار الألم متحيزًا يختص جنسًا على آخر، فيسكن النساء مستنزفًا صحتهن، ولتوضيح قضيتنا مع هذا المحتل العنصري سنوضح أسباب إصابة النساء بآلام الظهر.
لا شك أن طبيعة عمل المرأة والحمل والولادة تشكِّل عبئًا على العمود الفقري، فقيامها بالتنظيف وحمل الأغراض والوقوف لفترات كلها أمور تؤدي إلى تقلُّص عضلات الظهر وتكون الالتهابات، إضافةً إلى بعض أمراض النساء كقرحة عنق الرحم، التي تؤدي إلى ظهور الألم في منطقة أسفل الظهر، كذلك لانقطاع الطمث دور كبير في إصابة المرأة بوهن العظام ويساويه في الأثر عملية استئصال المبيضين، حيث يتسبب كلاهما في نقص هرمون الأستروجين بالدم، وهو الهرمون اللازم لتثبيط عملية هدم العظام، فلك أن تتخيل ما سيحدث إن غاب بشكل مفاجئ!
ويذكر في هذا السياق الأمراض التي تصيب النساء بمعدلات أكبر من الرجال وتؤدي إلى آلام الظهر سواء أكانت أمراضًا عامة مثل كوشنج والأنيميا الحادة، أم أمراضًا تتعلق بالعمود الفقري مباشرة كمرض اللمباجو الذي ينتمي إلى عائلة الأمراض الروماتيزمية، ويصنف بأنه التهاب في عضلات الظهر، وله ثلاث إشارات ثابتة ومميزة أولاها أنه يصيب مواضع معينة لا تتغير (منتصف أسفل الظهر، وحول قمة عظمة الحرقفة، وفي منطقة عظمة اللوح على جانبي الظهر من أعلى)، وبالضغط على العقد اللمفاوية في هذه المناطق ينتج ألم قد ينتقل إلى مواضع أخرى، والإشارة الثانية تحدث عند الاستيقاظ من النوم، فيصاب المريض بتيبس وصعوبة في الحركة تقل تدريجيًّا مع الانخراط في الأعمال اليومية، وأما الإشارة الثالثة فهي سرعة الشعور بالتعب مع أقل مجهود ويلازمه غالبًا نوم مضطرب.
هناك نوع من الألم المحسوس يطلق عليه: “الألم النفس- جسماني”، وهو اضطراب يشيع بين النساء أكثر، حيث يشعرن بالألم لكن دون وجود سبب عضوي يستدعي هذا الشعور، فبعض الشكوى تكون بغرض جذب الاهتمام، أو الهروب من الواقع أو عدم استقرار الحالة النفسية، وفي هذا الأمر لا تُجدي العلاجات التقليدية نفعًا، بل فهم الدوافع النفسية هو الحل الأول ثم استخدام العلاج بالإيحاء.
الفكرة من كتاب هل تعاني من ألم الظهر؟
إن قلنا لك أوجد خمسة أشخاص يعيشون بلا مشاق ولا تعب فهل ستجد؟ وإن سألناك ما أكثر التخصصات الوظيفية راحة بلا مشكلات إدارية ولا استنزافات نفسية أو جسدية، فهل من المنطقي أن نجد تلك المهنة؟ بالتأكيد قد تراودك بعض التصوُّرات عن عمل مثالي أو شخص مترف بالنعيم يبدو أنه ما عانى قطُّ، لكن بعيدًا عن تلك التصورات المناقضة للحقيقة فلا وجود لهكذا حياة مثالية ولا عمل، تمامًا كما لا وجود لشخص لم يعانِ ألمَ الظهر! فوجع الظهر والعنق هو الشكوى التي لا تنضب ولا تنتهي ولا يشفع لها العمر ولا الحال.
في هذا الكتاب -المنشور عام 1994- سنستكشف هيكلنا العظمي وتحديدًا دعامتنا وركيزتنا الأولى عمودنا الفقري، من شتى الجوانب التشريحية والأمراض الشائعة المتعلقة بهذه المنطقة بما في ذلك وسائل العلاج الطبيعي المختلفة بعيدًا عن العلاج الدوائي الكيميائي أو الجراحي وأضرارهما الجانبية.
مؤلف كتاب هل تعاني من ألم الظهر؟
أيمن الحسيني: كاتب مصري وطبيب استشاري الأمراض الباطنة وخبير التغذية والأعشاب، مختصٌّ في مجال الطب الحيوي، وله العديد من المؤلفات المبسطة في مختلف مجالات الطب والصحة العامة والطب البديل، نذكر منها:
عزيزي مريض الروماتيزم.
دليل الأسرة في الإسعافات المنزلية.
خطر يهدِّد صحتنا اسمه ارتفاع الكوليسترول.
الثوم الساحر.. دواء طبيعي في مواجهة أمراض العصر.