الألعاب الرقمية
الألعاب الرقمية
تطورت الألعاب الرقمية في الأعوام الماضية، من ألعاب الحاسوب والهواتف الذكية إلى ألعاب الفيديو وXbox وبلاي ستيشن، وقد شغلت حيزًا كبيرًا في حياة جميع فئات المجتمع وصارت تشكل سلوكياتهم وثقافاتهم، مما أثار تخوفاتٍ من تأثير بعض الألعاب الرقمية في نشر العنف والعنصرية، كألعاب الحرب التي تعتمد على محاكاة المعارك العسكرية، فبجانب كونها ألعابًا ترفيهية تجارية، تستخدمها الجيوش أيضًا في أغراض التدريب ومحاكاة القتال، من ثم يمكن أن يؤدي المزج بين التسلية والحرب إلى قبول فكرة الحرب والعنف لدى اللاعبين المدنيين، وخصوصًا بعد حدوث حالات قتل جماعي في أمريكا ارتكبها أشخاص أدمنوا تلك الألعاب، كذلك أدى انتشار بعض الألعاب العسكرية إلى تعميق فكرة العنصرية، من خلال تصوير الأعداء في صورة أفارقة ومسلمين.
لكن الحقيقة أن العنف موجود منذ القدم، وأن ملايين الشباب من مختلِف أنحاء العالم يلعبون الألعاب العنيفة ولم يرتكبوا أية جرائم قتل، كما أن بعض الشركات اتجهت إلى إنتاج ألعاب تتجنب التنميط العنصري والجنسي للشخصيات، مثل: لعبتي “GTA” و”Lara Croft”. ويعتقد البعض أن الألعاب العنيفة تشكل متنفسًا آمنًا لتفريغ المشاعر العدوانية والسيطرة على العنف المجتمعي، وحديثًا أصبحت أمريكا تستخدم ألعاب الحرب في علاج الجنود القدامى والمصابين من اضطرابات ما بعد الصدمة، وإعدادهم للتكيف مع الحياة المدنية كلعبة “Coming Home”، كذلك أُنتجِت ألعاب توجه طاقات اللاعبين إلى معالجة المشكلات الواقعية ونشر فكرة السلام العالمي، مثل لعبة “peacemaker”.
الفكرة من كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
الثورة التقنية هي الثورة الرابعة في وسائل إنتاج المعرفة، وقد تبعت الثورات الثلاثة في اللغة والكتابة والطباعة، وأحدثت في مجتمعاتنا تغيرات وتطورات هائلة أربكت عقولنا، فبعض الأشخاص متيمون بالتقنيات الرقمية الحديثة وقدراتها العظيمة، وآخرون يشعرون بالذعر من كونها بداية نهاية العالم الإنساني، لكن معظمنا ما زال يتساءل إلى الآن: هل ستعمل الثورة الرقمية على تحسين حياتنا أم إفسادها؟
إن هذا الكتاب لا يهدف إلى الجزم بإيجابيات التطور الرقمي أو العكس، بل يتعمق داخل التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية الناتجة عن انغماسنا في العالم الرقمي، كما يلقي الضوء على دور التقنيات الرقمية، كالإنترنت والألعاب الرقمية والتعليم الإلكتروني في حياتنا، ويناقش جوانبها الإيجابية والسلبية كافة بحيادية تامة ،كي نتفادى مخاطرها ونحقق الاستفادة القصوى منها فنجعل عالمنا أفضل.
مؤلف كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
توماس فيرنون ريد: أستاذ الدراسات الإنجليزية والأمريكية بجامعة واشنطن، وأستاذ زائر بجامعتي يورك وتورونتو، من مؤلفاته:
The Art of Protest.. Culture and Activism from the Civil Rights Movement to the Streets of Seattle.
معلومات عن المترجمة:
نَشْوَى مَاهِر كَرَم الله: حاصلة على الدكتوراه من كلية البنات جامعة عين شمس قسم أصول التربية، ترجمت عدة مؤلفات منها: “خرافة الزعيم القوي”.