الأكاذيب لُبّ السياسة
الأكاذيب لُبّ السياسة
تُعرف السياسة بأنها فن إخفاء الحقيقة عن المواطن، أو خداعه من أجل حمايته ومصلحته، وأداتها الرئيسة هي استخدام الكلمات والحجج لإقناع الآخرين، وفي حال عجزت السياسة عن ذلك، فالحل يكمن في الإجبار بالقوة، ولتتضح مقاصد السياسة علينا النظر إلى تطورها في أوربا، فبعد انخفاض تأثير المسيحية بزغ نجم مؤسسات الحرب، واقتصر دور الكنيسة على شرعنة الحكم الإلهي للمؤسسات، وانتشرت مؤلفات في كيفية الحكم، وأشهرها وصايا ميكافيلي في كتابه الأمير، الذي ينطلق من رؤيته لفطرة البشر الأنانية والشريرة.
ولذلك من الصعب فصل السياسة عن الأكاذيب بسبب طبيعة تكوينها وتعريفها، فهي تستخدم الكلمة، والكذب يستهدف الكلمة، ولكن ليست أنظمة الحكم واحدة، بل تنقسم شمولية وديمقراطية، ولكل منهما طريقته الخاصة في استخدام الأكاذيب، فالشمولية تسيطر على كل مصادر المعلومات، وبذلك تطلق هي الأكاذيب ليصدقها الشعب، أما الأنظمة الديمقراطية فتسمح بالأكاذيب لتغطي الحقيقة وتضلل الشعب العاجز عن إيجاد المعلومات الصحيحة.
يقسم “جون أَرْبُوثْنُوت” أنماط الكذب في السياسة ثلاثة أنواع، النوع الأول هو الكذب المُفتَرى لانتزاع السمعة الجيدة، والنوع الثاني هو الكذب من أجل المبالغة، أما النوع الأخير فهو كذب الادعاء، أي إعطاء خصال غير موجودة لشخص ما، وجميع الأنماط الثلاثة متغلغلة في النشاط السياسي، وغذّاها تطور تقنيات الاتصال التكنولوجية التي ساهمت في تسهيل نشر الأكاذيب وتوسيع مدى وصولها، فأصبحنا نسمع عن فريق تسويق مسؤول عن المرشحين السياسيين، يلقنونه ما يقول وكيف يقوله، وكيف يتحرك وغيرها من تفاصيل أفعاله وأقواله، بهدف إرضاء الجمهور المناسب، واستمالة المؤيدين المحتملين.
الفكرة من كتاب تاريخ الكذب
هل نحب الكذب؟ بالتأكيد ستخرج الإجابة سريعة “لا”، ولكن هل نمارس الكذب؟ هنا سنتمهل قليلًا للتفكير، فقطعًا كذبنا عدة مرات، سواء للنجاة أو للحصول على أمر نريده، فلنوسع الدائرة قليلًا وننظر إلى حضارتنا، هل هي أيضًا تنجو وتنمو بالكذب؟
سيأخذنا خْوَان في رحلة عبر مجالات حضارتنا، لنرى الدور المؤثر الذي يلعبه الكذب في صناعة تفوقنا البشري، وكيف تعتمد عليه السياسة، وما آثاره في الأدب والفن، وكيف ننجو اجتماعيًّا بالكذب والخداع.
مؤلف كتاب تاريخ الكذب
خوان جاثينتو مونيوث رنخيل: فيلسوف وكاتب وروائي، ولد في إسبانيا عام 1974م، يعد من أكثر الكتاب الواعدين في إسبانيا، وأسس مدرسة Imaginadores للكتابة الإبداعية في مدريد، حاز ما يزيد على خمسين جائزة أدبية وطنية ودولية عن قصصه القصيرة، ونُشِرَت أعماله في نحو عشر دول، ومن أشهرها:
La capacidad de amar del señor Königsberg
El gran imaginador o la fabulosa historia del viajero de los cien nombres
El sueño del otro
La capacidad de amar del señor Königsberg
El gran imaginador o la fabulosa historia del viajero de los cien nombres
El sueño del otro
من أشهر أعماله الترجمية:
رحلتي إلى مصر وسوريا وفلسطين.
ماذا يحدث في كتالونيا.