الأفلام والتقليد
الأفلام والتقليد
يُعدُّ أقوى آثار الأفلام على الإطلاق هو ما يُعرف بـ”التحفيز على التقليد”، إذ يتم تقديم القدوة للمشاهدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويكون التحفيز على التقليد بإحدى صورتين: إما لحظيًّا سريعًا عن طريق مقولة أو مشهد صادم للمشاهد بتعمد إهانة المقدَّسات، بل وحتى إهانة الإله والسخرية منه مع تغليف الأمر بالعاطفة كما في بعض المشاهد التي ينظر فيها بطل الفيلم إلى السماء مناديًا الله ليستجيب لدعائه أو يسبُّه متحديًا إياه أن يعلن عن نفسه أو يفعل شيئًا ما كما في فيلم “The Grey”؛ مما ينزع القداسة والمهابة في نفس المشاهد العادي ويعمل على زعزعة إيمانه، وبخاصةٍ لدى بعض الذين لديهم مفهوم خاطئ بأنه لا أحد يستطيع أن يسب الله (عز وجل) أو يتحدَّاه إلا وخسف به الأرض أو ألحق به الموت على الفور، وهو مفهوم ليس بصائب، فلو أن الله عاقب “كل” من يسبه أو ألحق به عقابًا “فوريًّا” لسقط معنى الاختيار والاختبار.
أما الوجه الآخر فهو بطيء ومتدرِّج، وذلك حسب عمق الفكرة المتسرِّبة إلى عقل المشاهد بتكرار مشاهد مثل الجنس، أو القتل والتعذيب، أو مشاهد الاستخفاف بالدين ليألفها المشاهد ويعتادها، وبالطبع ليس “كل” من يشاهد يهرع إلى التقليد، وإنما يقع التقليد في حالة تطابق أفكار الفيلم مع مشاعر كامنة أو ميول خفية أو رغبات إثبات الندية والقدرة على المحاكاة داخل نفس المشاهد، وعندها يشجِّعه الفيلم على نحو أكبر على إخراجها وإظهارها على أرض الواقع سواء بالخير أو الشر، لكن في كل الأحوال ما زالت لها آثار في نفس “كل” مشاهد.
الفكرة من كتاب الميديا والإلحاد
لما كان للميديا على اختلاف أنواعها عميق الأثر في النفوس وتوجيه الفكر إلى ما لها من قوة وسرعة في الانتشار بين الناس، كان لزامًا تتبُّع ورصد هذه الوسائل وتفنيد ما فيها.
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب أهمية الميديا وأثرها في الوعي وبخاصةٍ الوسائل البصرية ودورها في نشر الإلحاد الشعبي الذي لا يستند إلى الفكر وإنما إلى العاطفة، مع عرض أمثلة من الأفلام والمسلسلات والألعاب وأشهر المغالطات المنطقية المستخدمة في هذه الوسائل.
مؤلف كتاب الميديا والإلحاد
أحمد محمد حسن: مهندس معماري، عمل مديرًا بمركز براهين للأبحاث والدراسات ما بين 2013 و2015، وهو مدير البحث العلمي بمركز دلائل المهتم بالتنمية الإيمانية وتعزيز المناعة الفكرية، وهو محاضر مختص في القضايا الفكرية المعاصرة من الإلحاد والقضايا اللادينية، وله عدد من الإسهامات في هذا المجال.
ومن أهم مؤلفاته: “الكل مبتلى.. ولكن” الذي يتناول الحالة الإلحادية من الناحية النفسية، وكتاب “أسس غائبة” وفيه يتناول مشكلة الشر والألم والمعاناة والردود عليها من الناحية الشرعية الإسلامية وتوضيح الردود الغربية أيضًا، مع مقارنتها بما جاء في الإسلام، وقام بجمع كتابات الدكتور جون لينكس في نقد الإلحاد والرد على منكري الأديان ورتَّبها وعلَّق عليها وضمها بين دفتي كتاب “أقوى براهين الدكتور جون لينكس”.