الأفكار بين الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى
الأفكار بين الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى
كيف يمكن لجهاز التذكُّر أن يعرف ماذا تحتاج أن تتذكَّر لاحقًا؟ يُجرِي جهاز التذكُّر لديك تخميناته على النحو الآتي: إذا كنتَ تفكر في أحد الأمور، فغالبًا سوف تفكِّر فيه مرةً أخرى، لذا من المفترض أن يُخزَّن في الذاكرة؛ ومن ثَمَّ ذاكرتُك ليست نتاجَ ما تريد أن تتذكَّره أو ما تحاول تذكُّرَه، إنما هي نتاج ما تفكِّر فيه، فلا يمكن أن تدخل الأشياء إلى الذاكرة طويلة المدى ما لم تدخل أولًا إلى الذاكرة العاملة؛ فإذا لم تنتبه إلى شيءٍ ما، فلا يمكنك تعلُّمه! فلن تتذكَّر جانبًا كبيرًا من الندوة إذا كنتَ تفكِّر في شيءٍ آخَر، لذا كي تُدرِّس جيدًا، ينبغي أن تنتبه إلى الكيفية التي ستجعل التلاميذ يفكرون في المُهمّة، لأن هذا هو ما سوف يتذكَّرون.
بجانب ذلك هناك عوامل أخرى تعمل على تعزيز التفكير في الشيء منها: العاطفة، فنحن بالفطرة نولي انتباهًا أكثر للأحداث العاطفية، لكن يتعيَّن أن تكون العواطف قويةً بنحوٍ مقبول حتى يكون لها تأثير كبير في الذاكرة، فالأشياء التي تُخلِّف ردَّ فعلٍ عاطفيًّا سيُجرَى تذكُّرها على نحوٍ أفضل، فعندما نفكِّر في المعلم الجيد، نميل إلى التركيز على شخصيته وعلى الطريقة التي يُقدِّم بها نفسه، لكن هذا نصف التدريس الجيد فحسب؛ فالمزاح والقصص والطريقة الودودة، جميعها يولِّد الأُلْفة ويحثُّ التلاميذ على الانتباه، وهذا وحده لا يكفي، فالصفة الثانية للمعلم الجيد هي: ترتيب الأفكار في خطة الدرس بطريقةٍ متماسكة، بحيث يتمكَّن التلاميذ من الاستيعاب والتذكُّر.
ومن ثَم كي يجري تعلُّم إحدى المواد -بمعنى أن تصل إلى الذاكرة طويلة المدى- لا بدَّ أن تستقرَّ لبعض الوقت في الذاكرة العاملة، بمعنى أنه يجب أن ينتبه لها التلميذ.
الفكرة من كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
كم مرَّة في طفولتك شعرت أنك غير سعيد في أثناء ذَهابك للمدرسة؟ كم مرة شعرت أن المدرسة لا تُوظف قدراتك على نحو صحيح؟ هذه المشاعر بلا شك قد مررنا بها خلال طفولتنا، لكن لماذا إذًا يشعر الأطفال تجاه المدارس بهذه المشاعر؟ وما الذي يُفرِّق المُدرس الجيِّد من غيره؟ ولماذا يجلس الطفل أمام فيلم الكارتون ساعتين، لكنَّه لا يطيق الجلوس للاستماع إلى درس لا يتجاوز نصف ساعة؟
في هذا الكتاب يسعى مؤلفه إلى مساعدة المعلمين على تحسين ممارستهم عن طريق موضوعات متنوِّعة من أجل الوصول إلى معرفة كيفية عمل عقول التلاميذ، وكيف يستخدم المعلم هذه المعرفة ليكون معلِّمًا أفضل؟
مؤلف كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
دانيال تي ويلينجهام Daniel T. Willingham: كاتب وطبيب نفسي، وُلد عام 1961، حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد، وهو حاليًّا أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، واليوم تخصَّصت أبحاثه بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان «اسأل العالِم المعرفي» في مجلة «أمريكان إديوكيتور»، وفي عام 2017 عُين عضوًا في المجلس الوطني لعلوم التربية.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها:
الإدراك.
عقل القراءة.
متى يمكنُ الوثوقُ بالخبراء؟
تربية الأطفال الذين يقرأون.