الأفكار المغلوطة
الأفكار المغلوطة
هل سبق أن تخيَّلت حركة غريبة في منزلك رغم كونك بمفردك بالمنزل؟ هل تستطيع إخباري كيف سيعمل عقلك حينها؟ أول شيء ستبدأ الأفكار بمهاجمتك، مع العلم أن أغلبها لن يكون صحيحًا، ثم ستتخيَّل وجود دخيل بالمنزل أو أنك تركت باب النافذة مفتوحًا، وستبدأ كل السيناريوهات المخيفة تهاجم عقلك، إلى أن تشعر بالخوف الشديد، ولن تستطيع الخروج من تلك الدائرة، إلا بعد أن تتأكَّد من أن كل شيء على ما يرام، فستقوم بالبحث في الشقة كي تتأكَّد من خلوِّها من الأخطار، وهذا هو ما يحدث مع مرضى الوسواس القهري ولكن قلقهم لا يهدأ، وبالتالي لا يتوقَّفون عن البحث في الشقة للتأكد من أنها آمنة، وهذا يسمى بنمط التفكير لدى مريض الوسواس القهري، إذ تسيطر فكرة معينة مهما كانت سخيفة على عقل وشعور المريض وتدفعه لارتكاب تصرفات حمقاء، ولقد استخلص العلماء أن المعتقدات الخاطئة عن المجازفة والتعرض للخطر والأذى، تلعب دورًا مهمًّا في المخاوف والقلق والهلع الذي يتعرَّض له مريض الوسواس القهري.
وأغلب مرضى الوسواس القهري يكون لديهم الكثير من الاعتقادات الخاطئة، ولكنهم يضطرون إلى الاستجابة لها للتخلُّص من القلق والخوف المصاحب لتلك الأفكار، ومن المعتقدات الخاطئة: المبالغة في تقدير المجازفة والأذى والخطر، والمبالغة في التحكُّم والسيطرة والكمال، ورؤية كل شيء إما أسود وإما أبيض؛ مثل: إذا لم أكن في أمان تمامًا فأنا في خطر محدق، ومن الأفكار المغلوطة أيضًا: الشك الدائم المتواصل، والخوف من المستقبل، والتفكير في الأمور السيئة عن طريق طرح سؤال ماذا لو؟ والتفكير السحري؛ وفيه يخيَّل للمريض أن الأفكار لها مفعول السحر، وأن مجرد التفكير في شيء سيئ فهذا معناه أنه سيحدث لا محالة، وهناك أيضًا التفكير الوهمي مثل القيام بطقوس معينة لعدد محدد من المرات كأن تقوم بغسل يدك سبع مرات، أو تبالغ في إعطاء أهمية لأفكارك فتقول ما دامت أفكاري سيئة فأنا إذًا شخص سيئ.
والتصرُّفات القهرية والقلق يحدث بتسلسل محدَّد كالآتي، حدث أو منبِّه كأن تلمس الباب دون استخدام مناديل ورقية، ويحدث بعدها تقييم غير منطقي للحدث، كأن تظن بأنك ستصاب بأحد الأمراض الخطيرة لأن الجراثيم على الباب أصابتك بالعدوى، وتبدأ الأفكار الخاطئة بالظهور وتكون هنا على شكل قلق زائد ومبالغة في تقدير الخطأ والأذى، وحينها تحاول فعل الأفعال القهرية للتخلُّص من التوتر كأن تقوم بالغسيل الزائد ليدك.
الفكرة من كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية التي يعانيها الكثيرون، بل ويفقدون الأمل في الشفاء منه، لأنه يأتي على هيئة أفعال لا إرادية يصعب على الشخص الفرار منها، بل ويخيَّل إلى المريض به أن هناك أصواتًا تدور داخل عقله تعذبه إن لم يفعل كل شيء كما يخبره وسواسه، أو يرى أن دماغه ونفسه ينقلبان ضده ليصبح في النهاية بعيدًا عن نفسه، وغريبًا عن أقرب الناس إليه.
ولذا صديقي مريض الوسواس سيكون هذا الكتاب هو دليلك للقضاء على الوسواس، وقهر الشخص المتنمِّر الموجود بداخل رأسك مخبرًا إياك بألَّا تتوقَّف، كما سيجعلك هذا الكتاب تفهم أفكارك الوسواسية، وتعرف منشأها، وكيف تتعامل معها، وتكون أنت المعالج السلوكي لذاتك لتتحرَّر من قيد الوسواس القهري، وتنعم بحياة طبيعية لا يعكِّر صفوها شيء.
مؤلف كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
منال الدغار: طبيبة وكاتبة مصرية، وهي استشاري أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي وعلاج الإدمان، حصلت على الدكتوراه في الصحة النفسية، ودراسات عليا في الطب النفسي الجنسي والعلاقات الزوجية، كما قامت بكتابة العديد من المقالات عن تبسيط الطب النفسي في عدد من الجرائد مثل الأهرام والشروق، وهي عضو نشط في العديد من الجمعيات الخيرية اللاحكومية، وسفيرة للنوايا الحسنة بقطاع التعليم بالأمم المتحدة، ولها مساهمات عديدة في التوعية النفسية والمجتمعية.
من أبرز أعمالها:
زوجات خائنات.
الحب منك وإليك.
طيور لن تهاجر ثانيةً.
مدينة الأحلام الملعونة.