الأعمال غير المعيارية
الأعمال غير المعيارية
يُوصف “العمل المعياري” بأنه العمل بدوام كامل في مؤسسة ما مع استمرارية العمل، إلى جانب تلقي العامل أجرًا ثابتًا، وحصوله على التدريبات اللازمة التي تتيح له فرصة الترقي في العمل والحصول على أجر أكبر، وحتى خمسينيات القرن العشرين كان العمل بدوام كامل هو القاعدة السائدة، لكن بعد ذلك الوقت ظهر نوع آخر من العمل هو “العمل غير المعياري” الذي يشكِّل تهديدًا لاستقرار وضع العمال، لأنهم بموجبه يتقاضون أجورًا قليلة ولا يحصلون إلا على القليل من المزايا.
تنقسم الأعمال غير المعيارية إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول هو “العمل بدوام جزئي” وهو العمل لأقل من 35 ساعة في الأسبوع، وينقسم إلى نوعين، الأول “العمل الطوعي” عندما يختار العمَّال العمل بدوام جزئي برضاهم، الثاني “العمل الإجباري” عندما يقرر صاحب العمل تقليص عدد ساعات العمل بسبب الأوضاع الاقتصادية، أو أن العمل بدوام جزئي هو فقط المتاح، والنوع الثاني هو “العمالة المؤقتة” وهي واحدة من الاستراتيجيات التي ينتهجها أصحاب الأعمال لمواجهة التقلبات الاقتصادية وتخفيضًا للتكاليف من أجور وتدريبات، والنوع الثالث هو “التعاقد المستقل”، وهو أكثر الأعمال غير المعيارية انتشارًا والأفضل بينها، وتشير الإحصاءات إلى أن الرجال أكثر من النساء في العمل بدوام كامل، بينما تشكِّل النساء النسبة الأكبر في العمل بدوام جزئي طوعي لرغبتهن في تخصيص وقت للأسرة، وأكثر من النصف في العمل بدوام جزئي إجباري.
وبناءً على ذلك تظهر التحليلات أن لصور العمل غير المعيارية آثارًا سلبية على الحياة الزوجية، إذ ثبت أن العمل في ورديات ليلية فقط أو نهارية فقط يرتبط بزواج متميز إذا كان عائل الأسرة فردًا واحدًا وهو الزوج، بينما الأسر التي تضم زوجين معيلين أحدهما يعمل في وردية نهارية والآخر يعمل في وردية ليلية، فإن الحياة الزوجية فيها تكون متدنية، كما تشير الإحصاءات إلى أن الأعمال غير المعيارية لم يكن لها تأثير سلبي في الحياة الزوجية في حال عدم وجود أطفال، أما في حال وجودهم فإن الحياة الزوجية تتعقد وتظهر المشكلات وتزداد معدلات الطلاق والانفصال.
الفكرة من كتاب وقت العمل.. الصراع والضبط والتغيير
يُلقي الكتاب نظرة عامة وشاملة على وقت العمل في الماضي والحاضر، وتطور وقت العمل حتى وصل إلى وضعه الحالي، كما يُبين نضال العمال خصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تقليل أيام العمل وساعاته، فكثير من الناس كانوا وما زالوا يعانون ويشتكون من العمل لساعات طويلة تستغرق معظم يومهم مقابل أجر زهيد لا يكفي احتياجاتهم كما أنه يتعارض مع مسؤولياتهم تجاه أسرهم، ويوضح الكتاب أيضًا أن هناك عديدًا من الخيارات التي يتخذها العمّال بإرادتهم أو رغمًا عنهم تؤثر في العَلاقة بين العمل والحياة، كالعمل بدوام جزئي أو العمل المؤقت، ويبين تأثير تلك الأعمال في الحياة الشخصية للعمّال.
مؤلف كتاب وقت العمل.. الصراع والضبط والتغيير
سينثيا ل. نيغري: أستاذة مشاركة تدرِّس علم الاجتماع في جامعة لويزيانا في الولايات المتحدة الأمريكية.
معلومات عن المترجمة:
ابتسام بن خضراء: مترجمة مغربية ذات أصل فلسطيني، حصلت على إجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق، ونالت درجة الدكتوراه، وتخصصت في الترجمة بعد التحاقها بالجامعة الأمريكية في القاهرة، من ترجماتها:
السيرة هيرمايوني لي.
المكتبة العامة وقصص أخرى.
كوكب في حصاة.
سباق مع الرياح.