الأعراق النفسية للبشر
الأعراق النفسية للبشر
تتمايز الجماعات البشرية فيما بينها من ناحية بعض الصفات التشريحية، ومن ذلك مثلًا لون البشرة وشكل الجمجمة وغير ذلك بحيث تسهل التفرقة بين العربي والأوروبي، وعلى سبيل المثال: بمجرد النظر، فالفروق الجسمانية تكون ظاهرة للعيان، فلكل جنس بعض الصفات المادية التي تنسحب على أفراده.
كذلك الأمر بالنسبة إلى الصفات النفسية، فالأعراق البشرية لكلٍّ منها مزاج نفسي منفصل يسبب اختلافًا بينها في الصفات والأخلاق والمشاعر، وكما أن الصفات المادية يتم توارثها جيلًا بعد جيل، فكذلك تنتقل الفروق النفسية ومعلولاتها من الصفات والأخلاق العامة عبر الأجيال، وعلى ذلك فالفرد لا يمثِّل فقط آباءه القريبين، بل في نفس الوقت يمثل أسلافه، وربما كان تأثير الأسلاف أشد في توجيهه من الآباء القريبين، فالفرد إنما يكون مدفوعًا بغرائزه، والغريزة ما هي إلا أحد الموروثات النفسية من الأجداد القدامى.
لذا يعد العرق البشري هو الخلاصة النفسية التي تراكمت عبر الماضي البشري لجنسٍ ما، فهي أشبه بالخُلق الجمعي الذي يشكِّل تأثير كلٍّ من الأجداد والآباء والبيئة المحيطة فيه ركنًا أساسيًّا، ويرجع تماسك الأعراق وتمزقها إلى مدى اتفاقهم حول المشاعر والمصالح والعقائد التي تعد بمثابة المقدسات الثلاثة لأي عرق بشري، غير أن ثمة ملاحظة مهمة، وهي أن كل عرق بشري يتمايز إلى مجموعة من الصفات بعضها أساسي وبعضها ثانوي، فالمجموعة الأولى تمتاز بالاستقرار وليس من الهين تغييرها، في حين المجموعة الثانية قد تتغير فجأة جراء أزمات عابرة، فهي تتريَّث ريثما يتم استدعاؤها، لكنها ما تلبث أن تهدأ وترجع ثانيةً إلى حالة السكون إذا تغيرت معالم الوسط الذي كان سببًا في استدعائها من سرداب اللاشعور، لذلك يعدُّ من الخطأ تعميم صفة ما تظهر في ظرف مجتمعي استثنائي على تاريخ جنس بشري بأكمله.
الفكرة من كتاب السنن النفسية لتطور الأمم
إن الذي يستطيع الوصول إلى تلك القوى النفسية الخفية فقد فُتح له باب سر الوجود وأصبحت مصائر الشعوب بيده، ذلك أن الأمم مُسيَّرة بتلك القوى النفسية من مشاعر وأخلاق واحتياجات وطبائع وشهوات وأوهام.
يسلك الكاتب مسلكًا يرتكز على الملاحظة العلمية، في دراسة التاريخ لاشتقاق أحوال صعود الأمم وهبوطها وسبر أغوارها، وكيف تتشكَّل نظرتها إلى الواقع المحيط، كما يدلف إلى نزعاتها النفسية التي تحدد قالبها الفكري والشاعري ومن ثم مصيرها.
مؤلف كتاب السنن النفسية لتطور الأمم
غوستاف لوبون Gustave Le Bon: طبيب ومؤرخ فرنسي، وواحدٌ من أشهر المؤرخين الأجانب الذين اهتموا بدراسة الحضارات الشرقية والعربية والإسلامية، ولد في مقاطعة نوجيه لوروترو، بفرنسا عام ١٨٤١م، ودرس الطب، وقام بجولة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، وأنتج مجموعة من الأبحاث المؤثرة عن سلوك الجماعة والثقافة الشعبية ووسائل التأثير في الجموع، ما جعل من أبحاثه مرجعًا أساسيًّا في علم النفس، توفي في ولاية مارنيه لاكوكيه، بفرنسا 1931م.
من أهم مؤلفاته:
روح الجماعات.
حضارة العرب.
سيكولوجية الجماهير.
روح الثورات والثورة الفرنسية.