الأعراض الجسدية والنفسية للخوف
الأعراض الجسدية والنفسية للخوف
ماذا يحدث إذا ما واجه الإنسان حيوانًا مفترسًا مثلًا؟ ما الأعراض المتوقع حدوثها؟
في تلك اللحظة يبدأ إحساس الخوف لدى الإنسان يتزايد فتصل الإشارات العصبية إلى الغدة الكظرية لتتنبَّه وتفرز هرمون التوتر “الأدرينالين” الذي يبدأ في إحداث ثورة عارمة من الأعراض، فالأدرينالين يعيد توزيع الدم بين الأعضاء فيزيد نصيب البعض ويقلِّل نصيب البعض الآخر، وفي حالة كتلك يحتاج الإنسان إلى نشاط فوق المعتاد من العضلات وكذلك المخ، فتزداد كميات الدم الواصلة إليهما بينما لا يحتاج الجسم إلى تزويد المعدة وعملية الهضم مثلًا أو تزويد الجلد بدم زائد فيقل الدم الواصل إليهما عن طريق زيادة حدة تقلص الأوعية الدموية.
الأدرينالين يسبِّب زيادة في خفقان القلب للإنسان الخائف، بل قد يشعر بأن قلبه يكاد يخرج من صدره من شدة النبض، كما أن الأدرينالين ينشِّط الغدد العرَقية فتزيد من إفرازاتها فيسهم ذلك في الإحساس بالبرودة، وقد يكون هذا الإحساس ناتجًا عن تقلُّص الأوعية الدموية في الجلد من الأساس، وقد يحدث العكس تمامًا فيشعر الإنسان المتوتر ببعض الدفعات الحرارية بسبب استرخاء الأوعية الدموية مجددًا بعد تخلصها من التقلص.
على مستوى التنفس يصبح التنفس الضحل هو السائد، ويكون هذا التنفس بمعدل يزيد عن 20 نَفَس في الدقيقة الواحدة، ويتم إخراج كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يقلِّل من حامضية الدم فيؤدي إلى الدوار وثقل وتصلُّب في الصدر وضعف عام نتيجة تغير مستويات الأكسجين في الدم.
وهناك العديد من الأعراض النفسية التي يحدثها الأدرينالين بجانب إحساس الخوف والقلق فيشعر الشخص ببعض الدوار وفقد التركيز وتشوُّش الرؤية، وقد يحدث ما يعرف بالانفصال عن الواقع حيث يصبح الإنسان بشكل لا واعٍ لا يشعر أن ما يحدث له حقيقي، أو أن الناس حوله يشاركونه نفس الأحداث والخوف والقلق، وأخيرًا يشعر المريض بأنه سيلقى حتفه نتيجة أعراض القلب والتنفس والتعرق الشديد والخوف، ويخيَّل إليه أنه من غير المنطقي تجمُّع كل هذه الأعراض معًا، ويسمى هذا الشعور “الخوف من الموت Angor animi”.
الفكرة من كتاب القلق ونوبات الذُّعر
اضطرابات القلق والخوف لها انتشار هائل في مجتمعنا، لكن هل هي اضطرابات فعلًا أم أنها حالات مؤقتة؟ هل كل الخوف والقلق مشاعر سلبية يجب التخلُّص منها أم أنها ليست كذلك؟
يتحدث الكاتب بدايةً عن تعريف الخوف السلبي والخوف الإيجابي، ثم ينتقل لتوضيح الأعراض التى يشعر بها حينما نخاف، ويبين معظم النظريات التي فسرت اضطرابات القلق وأنواعه، ويحاول توضيح الطريق من أجل التخلُّص من المخاوف ومثيرات القلق.
مؤلف كتاب القلق ونوبات الذُّعر
كوام مكنزي : بروفيسور في الطب النفسي في جامعة تورنتو، وأقدم طبيب نفسي في مركز الإدمان والصحة العقلية، عمل في جميع المستويات بدءًا من العناية بالمريض في العيادة حتى وضع السياسة الحكومية، وقد تعهَّد بمسألة تحسين فهم المرض العقلي، وكتب أكثر من مائة مقالة أكاديمية وعدة كتب، أشهرها: “الاكتئاب”.
المترجمة في سطور:
هلا أمان الدين: قامت بترجمة كتب أخرى، مثل: مرض باركنسون للبروفيسور توني شابيرا، ومتلازمة القولون العصبي للطبيب كيران موريارتي.