الأعذار وعقلية الضحية
الأعذار وعقلية الضحية
في حال هممت بإنجاز شيءٍ ما يجب ألا تخلق الأعذار، مثل: لو لم أكن متزوِّجًا، لو لم يكن لديَّ أطفال، لو أني حصلت على كذا وكذا، إذ تعدُّ الأعذار أكثر ملاءمة لتبرير إخفاقاتك في الحياة تحديدًا عندما لا تريد الإقرار بمسؤوليتك عما وصلت إليه من إخفاقات، وكما يقول المثل المأثور: “إذا لم ترِد القيام بشيء فأي عذر يفي بالغرض”، وبالتالي ففي حال واجهت أي إخفاقات، فإن كل ما عليك هو تركها بلا أعذار، فكما أن للأعذار جانبًا مريحًا على المدى القريب، فإن لها جانبًا مظلمًا على المدى البعيد، إذ تقوم بتعطيل دماغك، ومن ثمَّ تجد أن أي نجاح هو أمر بعيد المنال ومستحيل!
كما شاع في عصرنا الحالي أن كثيرًا من الناس يختارون أن يصبحوا ضحايا بإرادتهم، إذ يلقون باللوم على الأهل والمجتمع والعالم بدلًا من تكليف أنفسهم بإضفاء أي لمسة إيجابية على حياتهم، لذا ففي مجتمع يروِّج لعقلية الضحية لا بد أن لديك شخصية قوية كي تتشجَّع وتمتلك ما يكفي لمقاومة التحوُّل إلى ضحية يتم إبرازها في وسائل الإعلام، إذ إن الشفقة على النفس لا تكلِّف ولا تساوي أي شيء على الإطلاق! فإذا كان لديك ماضٍ مضطرب وتواجه مستقبلًا ملتبسًا، فكل ما عليك فعله أن تتجنَّب عقلية الضحية، وقم بمواجهة العواقب، فبصرف النظر عن مدى تأثير الظروف في حياتك، فيمكنك التحكُّم بكيفية معالجتها.
وتذكَّر أن لعبك دور الضحية هو قمَّة التعبير عن الأنانية، إذ تعتقد خطأ أن كل شيء يدور حولك، وأنك مركز هذا العالم، وفي الحقيقة لستَ محورًا لأي شيء ولم تكن ولن تكون أبدًا، وتعامل مع عيوبك وإخفاقاتك بلوم نفسك إيجابيًّا لا بلوم أي شيء آخر.
الفكرة من كتاب فكِّر تنجح أكثر!
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب مجموعة من الدروس المختلفة التي تعلَّمها في الحياة، والتي يعلمها معظمنا، لكن لسببٍ ما نرسل بها إلى غياهب النسيان، فنحن نعرف كثيرًا من الأمور، والتعلُّم هو اكتشاف ما نعرفه، بينما التنفيذ هو إثبات ما نعرفه، وكما قال مارتن فانبي: “تعلَّم من أخطاء الآخرين، فليس بوسعك العيش بما يكفي لارتكابها بنفسك والتعلُّم منها”.
مؤلف كتاب فكِّر تنجح أكثر!
إيرني زيلنسكي : هو كاتب أمريكي له مؤلفات عدَّة في التطوير والنمو الشخصي، ولديه تسعة مؤلفات، منها:
اعمل أقل تنجح أكثر.
فكِّر تنجح أكثر.
The Joy Of Not Working.
المترجمة: مايا كوراني