الأطفال وإدمان التلفزيون
فيه حاجات كتير تغلغلت في حياتنا، وأخدت مساحة كبيرة منها بدون انتباه منا.
السوشيال ميديا، والتلفزيون، وغيره.
سطحت علاقاتنا، وبعدتنا عن بعض، وخلتنا مننتبهش لآثارها، ولا لضررها.
حلقة انهارده عن حاجة من الحاجات دي.
عن التلفزيون.
وتحديدًا عن إدمان الأطفال له.
وخصوصًا إن الأهل مبيبقوش عارفين يتعاملوا ازاي مع أولادهم، ولا ازاي يشغلوا وقتهم أو يعلموهم، فيخلصوا من مشاكلهم بإنهم يقعدوهم قدام التلفزيون.
* قبل ما نبدأ هنقول إن إدمان الأطفال للتلفزيون مجرد تعبير عن مشاكل كتير.
عرض يعني مش مرض.
ممكن نشيل التلفزيون ونحط مكانه السوشيال ميديا وإدمان الأطفال ليها، ومش هيتغير حاجة.
وهيفضل المرض الحقيقي مستخبي تحت، واللي هو متعلق بطرق تربية الآباء لأولادهم، بل وتماسكهم من البداية كأسرة (كزوج وزوجة)، ومدى اتفاقهم حوالين تربية أولادهم أو حتى استعدادهم للتربية وتجهيزهم ليها.
* بس الحلقة عن التلفزيون؛ لأنه الوسيلة الشائعة بين المربين لإلهاء أطفالهم بيها، وخصوصًا الأطفال اللي سنهم قبل سن دخول المدرسة.
واللي يعتبروا أوسع شريحة مفردة بين مشاهدي التلفزيون، وبيقضوا أكبر عدد من الساعات، وأوفر حصة من وقت يقظتهم في مشاهدة التلفزيون، مقارنةً بأي مجموعة عمرية أخرى.
* قلنا الأهل بيستعملوا التلفزيون مع الأطفال:
لأنه أسهل الأداوات المتاحة لتسليتهم وتهدئتهم.
وتأثيره سريع عليهم.
* بس دا له أضرار:
1. امتصاص تركيز الطفل ووعية بشكل كامل.
فيظهر إنه مخدر، ويكاد يكون من المستحيل لفت انتباهه بعيد عن التلفزيون.
وبالتالي ممكن يستمر في المشاهدة لمدة ساعات، بدون ملاحظة لمرور الوقت.
ودا هياخدنا على رقم اتنين.
2. تعويدهم على التبعية.
ومنعهم من تنمية قدرتهم على التوجيه الذاتي.
والتبعية دي اللي بتكملها السوشيال ميديا، لما يكبروا شوية.
فيفضل الشخص مش قادر يتخلص من الإدمانات اللي بيوقع نفسه فيها، ولا قادر يطور أي حاجة في شخصيته.
3. منع الأهل من إكساب أولادهم مهارات الاتصال الأساسية؛ زي تعلم الكلام والقراءة، والكتابة، والتعبير عن الذات بمرونة وبوضوح.
4. يصبح الطفل سريع الانفعال، ومنهك، وضجر؛ بسبب الخمول، وبسبب مشاهدته للتلفزيون بشكل مستمر.
5. حرمانه من فرص لممارسة التمرينات البدنية أو الذهنية تحديدًا؛ لأن تسليته بواسطة التلفزيون أسهل من السماح له باللعب، أو إخراجه ومراقبته، أو اللعب معاه والتعامل بشكل شخصي، والإنفاق على ألعابه أو برامجه التدريبية.
* أما بالنسبة للحلول فأهمها يتعلق بالأسرة وأسلوب حياتها.
– إن العلاقة فيها تكون ثنائية، فيها تواصل وتفاعل.
واتصال بصري.
واستجابة لشخص حقيقي.
– يكون فيه طقوس الأسرة متعودة تقوم بيها، زي تناول الطعام مع بعض، أو اللعب أو تبادل الحوارات في أوقات محددة وثابتة.
– تكون فيه فرص للحديث، فرص للنقاش، والتعبير عن الشكاوى بين الآباء والأبناء والإخوة والأخوات.
– وإنه يتم الفصل بين الحياة الخارجية بهمومها ومشاكلها وإحباطاتها، وبالحياة داخل البيت والمسؤوليات الواجبة عليك، من رعاية زوجتك وأولادك والاهتمام بيهم، وتوجهيهم ودعمهم وإغداق الحب عليهم.
إنك تعرف تفصل بين الحياة برا البيت، والحياة جوا البيت.
– وإنك تقضي قدر من الوقت معاهم في نشاطات تعملوها سوا؛ زي القراءة والحوار واللعب.
إنك تكون حاضر بشكل حقيقي في حياتهم.
* وأخيرًا: لو عاوز نصيحتي: هقولك الأفضل إن البيت ميكنش فيه تلفزيون.
وإنك تستثمر في تعليم أولادك وتهتم بتربيتهم وتملى حياتهم بالأنشطة والسلوكيات النافعة والضرورية لنموهم، ومتحاولش تتخلص من مسؤوليتك ناحيتهم بتشغيل التلفزيون ليهم وخلاص؛ علشان ضرره أكبر من نفعه.
وبس كدا.
سلام.