الأطبّاء في غزة

النوم صعب في هذه المدينة، ولكن الطبيب بطيبعة الحال يحتاج إلى الراحة التامّة حتى يواصل عمله، لذا فإن النّوم تحت أي ظرف يُعد من الضروريات، لأنه يرتبط بجودة العمل، وإذا لم يحصل المرء على أربع ساعات من النوم المتواصل ستقلّ جودة عمله ويضعف أداؤه، مع ذلِك فإن الكثيرين في غزة ينامون أقل من ذلك، لأن الدمار الشامل طغى على الحاجة إلى النوم. والحياة في غزة صعبة، وقد هاجمهم الاحتلال وحرمهم بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم، والقصف يستمر على أشدّه رغم كلّ الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بالإضافة إلى ألم الجروح.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فالإصابة في غزّة، لا تعني إسعافك الآن وفورًا كما يحدث في الدول الطبيعية، بل عليك أن تنتظر دورك، لأن من الصعب التعامل مع الجميع في الوقت نفسه، لذا ينقل إلينَا الطبيبان طبيعة تقسيم الحالات في غزّة، ويا للعجب! يبدو كل شيء مقسَّمًا في تلك البقعة حتى حالات المصابين، فهي تتراوح ما بين: حالات مستعجلة، وحالات تستطيع الانتظار، وحالات يجب أن تنتظر، وحالات يتريث الأطباء في علاجها لأن أصحابها يحتضرون! وبالطبع ليس المقصود الاستهانة بأي حالة، فالجروح حتى لو كانت سطحية وخفيفة تظلّ مؤلمة، ويبقى المُصَاب محتاجًا إلي الرعاية لأنه في حالة ذعر وخوف، ولكن كيف؟ إنّ الأطباء بحاجة إلى أن يفسحوا المجال لمصابٍ بعدَ آخر، لذا فهم يفاضلون بين الحالات، حتى يسعفوا من يمكن إسعافه.. تلك هي غزّة، وهكذا تسيرُ فيها الأمور.

ورغم ذلك كلّه يؤدي الأطباء الفلسطينيون واجبهم طوال الوقت، وهم يعلمون أن بيوتهم وعائلاتهم في خطر أيضًا، ولكن التوتر لا يمنعهم العمل ليل نهار، فهم ملتزمون تحت أي ظرف، ويبذلون قصارى جهدهم ويقولون: هذا واجبنا تجاه شعبنا، وسنقدم أفضل علاج مهما صعبت الظروف. أما طبيبانا مادس وإيريك فقد أصابهما الاكتئاب مما شاهداه، ففي كلّ لحظة يأتي المصابون، وفي كل لحظة ينتهي عمل ويبدأ آخر. 

في شتاء عامي 2008 و2009 شن الاحتلال هجومًا عنيفًا على قطاع غزة، وقد عايش الطبيب مادس برفقة صديقه إيريك هذا الحدث الكارثيّ، وكانَا شاهدي عيان من خلال عملهما أطباء في مستشفى الشفاء، الذي جعلهما جزءًا من تلك المعاناة.

مادس جيلبرت: هو مادس فريدريك جيلبرت، طبيب نرويجي متخصص في التخدير، من مواليد 2 يونيو 1947، وهو ناشطٌ في العمل التضامني، لذا فهو يتمتع  بخبرات دولية واسعة النطاق، وخصوصًا في المواقع التي تجتمع فيها الأزمات السياسية والطبية الإنسانية، فقد عمل بصفة طبيب خلال فترات عديدة في فلسطين ولبنان. ومن مؤلفاته:
Night in Gaza
إيريك فوسا: خبير طبّي وجراح نرويجي الجنسيّة، وهو صديق لمادس جيلبرت ورافقه للعمل خلال فترات الحروب أيضًا. 

معلومات عن المُترجِمَة: 
زكية خيرهم الشنقيطي: أديبة مغربية نرويجية، تقيم في النرويج منذ عام 1990، حاصلة على ماجستير الأدب الإنجليزي، شغلت منصب نائبة رئيسة المنتدى العربي بأوسلو عـام 1997، وتنشط حاليًّا في المنتدى الثقافي المغربي النرويجي منذ عام 2008، وهي عضوة في نقابات الكتاب في النرويج وعضوة في اتحاد كتاب المغرب.
من مؤلّفاتها: 
نهاية سري الخطير.